خبر عسى وفاء السببية لجعلها الجملتين كجملة واحدة مغنية عن الضمير العائد على الاسم والمراد فيصيروا على مااسروا فى أنفسهم من الكفر والشك فى أمر النبى صلى الله عليه وسلّم نادمين .
52 .
- خبر يصبح وبه تعليق على ماأسروا وتخيص الندامة به لابما كانوا يظهرونه من موالاة الكفرة لما أنه الذى كان كان يحملهم على تلك الموالاة ويغريهم عليها فدل ذلك على أن ندامتهم على التولى بأصله وسببه .
وأخرج ابن منصور وابن حاتم عن عمرو أنه سمع ابن الزبير يقرأ عسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبح الفساق على ماأسروا فى أنفسهم نادمين قال عمرو : لا أدرى أكان ذلك منه قراءة أم تفسيرا ويقول الذين امنوا كلام مستأنف مسوق لبيان كمال سوء حال الطائفة المذكورة .
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر بغير واو على أنه استئناف بيانى كأنه قيل : فماذا يقول المؤمنون حينئذ وقرأ أبو عمرو ويعقوب ويقول بالنصب عطفا على فيصبحوا وقيل : على أن يأتى بحسب المعنى كأنه قيل : عسى أن يأتى الله بالفتح ويقول الذين آمنوا باسناد يأتى إلى الاسم الجليل دون ضميره واعتبر ذلك لأن العطف على خبر عسى أو مفعولها يقتضى أن يكون فيه ضمير الله تعالى ليصح الاخبار به أو ليجرى على استعماله ولاضمير فيه هنا ولا مايغنى عنه وفى صورة العطف باعتبار المعنى تكون عس تامة لإسنادها إلى أن ومافى حيزها فلا حاجة حينئذ إلى ضمير وهذا كما قيل : قريب من عطف التوهم وكأنهم عبروا عنه بذلك دونه تأدبا وجوز بعضهم أن يكون أن يأتى بدلا من الاسم الجليل والعطف على البدل و عسى ويقدر ضميرا أى ويقول الذين آمنوا به وذهب ابن النحاس إلى أن العطف على الفتح وهو نظير .
ولبس عباءة وتقرعينى .
واعترض بأن فيه الفصل بين اجزاء الصلة وهو لايجوز وبأن المعنى حينئذ عسى الله تعالى أن يأتى بقول المؤمنين وهو ركيك وأجيب عن الأول بالفرق بين الاجزاء بالفعل والإجزاء بالتقدير وعن الثانى بأن المراد عسى الله سبحانه أن يأتى بما يوجب قول المؤنين من النصرة المظهرة لحالهم .
واختار شيخ الاسلام قدس سره ماقدمناه ولايحتاج إلى تكلف مؤونة تقدير الضمير لأن فتصبحوا كما علمت معطوف على يأتى والفاء كافية فيه عن الضمير فتكفى عن الضمير فى المعطوف عليه ايضا لأن المتعاطفين كالشىء الواحد ولاحاجة مع هذا إلى القول بأن العطف عليه بناءا على أنه منصوب فى جواب الترجى إجراءا له مجرى التمنى كما قال ابن الحاجب لأن هذا إنما يجيزه الكوفيون فقط بخلاف الوجه الذى ذكرناه والمعنى ويقول الذين آمنوا مخاطبين لليهود مشيرين إلى المنافقين الذين كانوا يوالونهم ويرجون دولتهم ويظهرون لهم غايةالمحبة وعدم المفارقة عنهم فى السراء والضراء عند مشاهدتهم تخيبة رجائهم وانعكاس تقديرهم لوقوع ضد ماكانوا يترقبونه ويتعالون به تعجيبا للمخاطبين من حالهم وتعريضا بهم .
أهولاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم اى بالنصرة والمعونة كما قالوه فيما حكى عنهم وان قوتلتم لننصركم فاسم الإشارة مبتدأ ومابعده خبره والمعنى إنكار مافعلوه واستعباده وتخطئتهم فى ذلك قاله شيخ الاسلام وغيره واختار غير واحد أن المعنى يقول المؤمنون الصادقون بعضهم لبعض أهولاء الذين أقسموا بالله تعالى لليهود إنهم لمعكم والخطاب على التقديرين لليهود إلا أنه على الأول من