أن انقلب الفعل مرفوعا كما فى قوله .
ألا أى هذا الزاجرى احضر الوغى .
وقوله D : يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة حال من فاعل يسارعون و الدائرة من الصفات الغالبة التى لايذكر معها موصوفها وأصلها دوارة لأنها من دار يدور ومعناها لغة على مافى القاموس ماأحاط بالشىء وفى شرح الملخص إن الدائرة سطح مستو يحيط به خط مستدير يمكن أن يفرض فى داخله نقطة يكون البعد بينها وبينه واحدا فى حد جميع الجهات وقد تطلق الدائرة على ذلك الخط المحيط أيضا انتهى واختلف فى أن أى المعنيين حقيقة فقيل : إنها حقيقة فى الأول مجاز فى الثانى وقيل : بالعكس قال البرجندى : وتحقيق ذلك أنه إذا ثبت أحد طرفى خط مستقيم وأدير دورة تامة يحصل سطح دائرة يسمى بها لأن هيئة هذا السطح ذات دور على أن صيغة الفاعل للنسبة وإذا توهم حركة نقطة حول نقطة حول نقطة ثابتة دورة تامة بحيث لايختلف بعد النقطة المتحركة عن النقطة الثابتة يحصل محيط دائرة يسمى بها لأن النقطة كانت دائرة فسمى ماحصل من دورانها دائرة فان اعتبر الأول ناسب أن يكون إطلاق الدائرة على السطح حقيقة وعلى المحيط مجازا وإذا اعتبر الثانى ناسب أن يكون الامر بالعكس انتهى .
وتعقبه بعض الفضلاء بأنه لايخفى مافيه لأن اطلاقها بالاعتبار الثانى على المحيط أيضا مجاز لانه من باب تسمية المسبب باسم السبب اللهم إلا أن يقال : إنه أراد بكون إطلاقها على المحيط حقيقة أن اطلاقها عليه ليس مجازا بالوجه الذى كان به مجازا فى الاعتبار الأول فان وجه المجاز فيه التسمية للمحيط باسم المحاط وههنا ليس كذلك كما سمعت لكن هذا تكلف بعيد ولو قال فى وجه التسمية فى اللاحق لأن هيئة الخط ذات دور على وفق قوله فى وجه التسمية السابق لم يرد عليه هذا فتدبر وكيفما كان فقد استعيرت لنوائب الزمان بملاحظة إحاطتها وقولهم هذا كان اعتذارا عن الموالاة أى نخشى أن تدور علينا دائرة من دوائر الدهر ودولة من دوله بأن ينقلب الأمر للكفار وتكون الدولة لهم على المسلمين فنحتاج اليهم قاله مجاهد وقتادة والسدى .
وعن الكلبى أن المعنى نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه كالجدب والقحط فلايميروننا ولايقرضونا ولايبعد من المنافقين إنهم يظهرون للمؤمنين أنهم يريدون بالدائرة ماقاله الكلبى ويضمرون فى دوائر قلوبهم ماقاله الجماعة المنبىء عن الشك فى أمر النبى صلى الله عليه وسلّم وقدر الله تعالى عليهم عللهم الباطلة وقطع أطماعهم الفارغة وبشر المؤنين بحصول أمنيتهم بقوله سبحانه : فعسى الله أن يأتى بالفتح فان عسى منه D وعد محتوم لما أن الكريم إذا أطمع أطعم فما ظنك باكرم الاكرمين والمراد بالفتح فتح مكة كما روى عن السدى وقيل : فتح بلاد الكفار واختاره الجبائى وقال قتادة ومقاتل : هو القضاء الفصل بنصره E على من خالفه وإعزاز الدين وأن يأتى فى تأويل المصدر وهو خبر لعسى على رأى الأخقش ومفعول به على رأى سيبويه لئلا يلزم الإخبار بالحدث عن الذات والأمر فى ذلك عند الاخفش سهل أو أمر من عنده وهو القتل وسبى الذرارى لبنى قريظة والجلاء لبنى النضير عند مقاتل وقيل : إظهار نفاق المنافقين مع الأمر بقتلهم وروى عن الحسن والزجاج وقيل : موت راس النفاق وحكى ذلك عن الجبائى فيصبحوا أى أولئك المنافقون وهو عطف على يأتى داخل معه فى حيز