إنى توجهت بك إلى ربى فى حاجتى هذه لتقضى لى اللهم فشفعه فى ونقل عن أحمد مثل ذلك .
ومن الناس من منع التوسل بالذات والقسم على الله تعالى بأحد من خلقه مطلقا وهو الذى يرشح به كلام المجد ابن تيمية ونقله عن الإمام أبى حنيفة رضى اله تعالى عنه وأبى يوسف وغيرهما من العلماء الأعلام وأجاب عن الحديث بأنه على حذف مضاف أى بدعاء أو شفاعة نبيك صلى الله عليه وسلّم ففيه جعل الدعاء وسيلة وهو جائز بل مندوب والدليل على هذا التقدير قوله فى آخر الحديث : اللهم فشفعه فى بل فى أوله أيضا مايدل على ذلك وقد شنع التاج السبكى كما هو عادته على المجد فقال : ويحسن التوسل والاستغاثة بالنبى A إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف والخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع مالم يقله عالم وصار بين الأنام مثلة انتهى .
وأنت تعلم أن الأدعية المأثورة عن أهل البيت الطاهرين وغيرهم من الائمة ليس فيها التوسل بالذات المكرمة A ولو فرضنا وجود ما ظاهره ذلك فمؤل بتقدير مضاف كما سمعت أو نحو ذلك كما تسمع إن شاء الله تعالى ومن ادعى النص فعليه البيان ومارواه أبو داود فى سننه وغيره من أن رجلا قال لرسول الله A : إنا نستشفع بك إلى الله تعالى ونستشفع بالله تعالى عليك فسبح رسول الله A حتى رؤى ذلك فى وجوه أصحابه فقال : ويحك أتدرى ماالله تعالى إن الله تعالى لايشفع به على أحد من خلقه شأن الله تعالى أعظم من ذلك لايصلح دليلا على مانحن فيه حيث أنكر عليه قوله : إنا نستشفع بالله تعالى عليك ولم ينكر E قوله : نستشفع بك إلى الله تعالى لأن معنى الاستشفاع به A الدعاء منه وليس معناه الإقسام به على الله تعالى ولو كان الإقسام معنى للاستشفاع فلم أنكر النبى A مضمون الجملة الثانية دون الاولى وعلى هذا لايصلح الخبر ولا ما قبله دليلا لمن ادعى جواز الإقسام بذاته A حيا وميتا وكذا بذات غيره من الارواح المقدسة مطلقا قياسا E بجامع الكرامة وإن تفاوت قوة وضعفا وذلك لأن مافى الخبر الثانى استشفاع لاإقسام وما فى الخبر الأول ليس نصا فى محل النزاع وعلى تقدير التسليم ليس فيه إلا الإقسام بالحى والتوسل به وتساوى حالتى حياته ووفاته A فى هذا الشأن يحتاج إلى نص ولعل النص على خلافه ففى صحيح البخارى عن أنس أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس رضى الله تعالى عنه فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك A قتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون فانه لو كان التوسل به E بعد انتقاله من هذه الدار لما عدلوا إلى غيره بل كانوا يقولون : اللهم إنا نتوسل إليك بنبينا فاسقنا وحاشاهم أن يعدلوا عن التوسل بسيد الناس إلى التوسل بعمه العباس وهم يجدون أدنى مساغ لذلك فعدولهم هذا مع أنهم السابقون الأولون وهم أعلم منا بالله تعالى ورسوله A وبحقوق الله تعالى ورسوله E ومايشرع من الدعاء ومالايشرع وهم فى وقت ضرورة ومخمصة يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير وإنزال الغيث بكل طريق دليل واضح على أن المشروع ماسلكوه دون غيره .
وماذكر من قياس غيره من الأرواح المقدسة عليه A مع التفاوت فى الكرامة