جبل دير المران وفى رواية عنه أنه قتل على جبل قاسيون وقيل : عند عقبة حراء وقيل بالبصرة فى موضع المسجد الأعظم وأخرج نعيم بن حماد عن عبد الرحمن بن فضالة أنه لما قتل قابيل هابيل مسخ الله تعالى عقله وخلع فؤاده فلم يزل تائها حتى مات وروى أنه لما قتله اسود جسده وكان أبيض فسأله آدم عن أخيه فقال : ماكنت عليه وكيلا قال : بل قتلته ولذلك اسود جسدك وأخرج ابن عساكر وابن جرير عن سالم بن أبى الجعد قال : إن آدم عليه السلام لما قتل أحد بنيه الآخر مكث مائة عام لايضحك حزنا عليه فأتى على رأس المائة فقيل له حياك الله تعالى وبياك وبشر بغلام فعند ذلك ضحك وذكر محيى السنة أنه عليه السلام ولد له بعد قتل ولده بخمسين سنة شيت عليه السلام وتفسيره هبة الله يعنى أنه خلف من هابيل وعلمه الله تعالى ساعات الليل والنهار وعبادة الخلق من كل ساعة منها وأنزل عليه خمسين صحيفة وصار وصى آدم وولى عهده وأخرج ابن جرير عن على كرم الله تعالى وجهه قال : لما قتل ابن آدم عليه السلام أخاه بكى آدم عليه السلام ورثاه بشعر وأخرج نحو ذلك الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وهو مشهور .
وروى عن ميمون بن مهران عن الحبر رضى الله تعالى عنه أنه قال : من قال : إن آدم عليه السلام قال : شعرا فقد كذب إن محمدا صلى الله عليه وسلّم والانبياء كلهم عليهم الصلاة والسلام فى النهى عن الشعر سواء ولكن لما قتل قابيل هابيل رثاه آدم بالسريانى فلم يزل ينقل حتى وصل إلى يعرب بن قحطان وكان يتكلم بالعربية والسريانية فنظر فيه فقدم وأخر وجعله شعرا عربيا وذكر بعض علماء العربية إن فى ذلك الشعر لحنا أو إقواءا أو ارتكاب ضرورة والأولى عدم نسبته إلى يعرب أيضا لما فيه من الركاكة الظاهرة .
فأصبح من الخاسرين .
30 .
- دنيا وآخرة أخرج الشيخان وغيرهما عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله A : لاتقتل نفسا ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل وأخرج ابن جرير والبيهقى فى شعب الايمان عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : إنا لنجد ابن آدم القاتل يقاسم أهل النار قسمة صحيحة العذاب عليه شطر عذابهم وورد أنه أحد الأشقياء وهذا ونحوه صريح فى أن الرجل مات كافرا .
وأصرح من ذلك ماروى أنه لما قتل أخاه هرب إلى عدن من أرض اليمن فأتاه إبليس عليهما اللعنة فقال : إنما أكلت النار قربان هابيل لأنه كان يخدمها ويعبد هافان عبدتها أيضا حصل مقصودك فبنى بيت نار فعبدها فهو أول من عبد النار والظاهر أن عليه أيضا وزر من يعبد النار بل لايعبد أن يكون عليه وزر من يعبد غير الله تعالى إلى يوم القيامة واستدل بعضهم بقوله سبحانه : فأصبح على أن القتل وقع ليلا وليس بشىء فان من عادة العرب أن يقولوا : أصبح فلان خسار الصفقة إذا فعل أمرا ثمرته الخسران ويعنون بذلك الحصول مع قطع النظر عن وقت دون وقت وإنما لم يقل سبحانه فأصبح خاسرا للمبالغة وإن لم يكن حينئذ خاسر سواه فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطية قال : لما قتله ندم فضمه اليه حتى أروح وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر من يرمى به فتأكله وكره أن يأتى به آدم E فيحزنه وتحير فى أمره إذ كان أول ميت من بنى آدم عليه السلام فبعث الله تعالى غرابين قتل أحدهما الآخر وهو ينظر اليه ثم حفر له حفرة بمنقاره وبرجله حتى مكن له ثم دفعه