فقالوا مرحبا ياأبا القاسم لماذا جئت قال رجل من أصحابى قتل رجلين من كلاب معهما أمان منى طلب منى ديتهما فأريد أن تعينونى قالوا : نعم اقعد حتى نجمع لك فقعد تحت الحصن وأبو بكر وعمر وعلى وقد تآمر بنو النضير أن يطرحوا E حجرا فجاء جبريل عليه السلام فأخبره فقام ومن معه .
وقيل : إشارة إلى ماأخرجه غير واحد من حديث جابر أن النبى صلى الله عليه وسلّم نزل منزلا فتفرق الناس فى العضاه يستظلون تحتها فعلق النبى A سلاحه بشجرة فجاء أعرابى إلى سيفه فأخذه فسله ثم أقبل على النبى A فقال : من يمنعك منى قال : الله تعالى قالها الأعرابى مرتين أو ثلاثا والنبى A فى كل ذلك يقول : الله تعالى فشام الأعرابى السيف فدعا النبى A أصحابه فأخبرهم بصنيع الأعرابى وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه ولايخفى أن سبب النزول يجوز تعدده وأن القوم قد يطلق على الواحد كالناس فى قوله تعالى : الذين قال لهم الناس وأن ضررالرئيس ونفعه يعودان إلى المرءوس واتقوا الله عطف على اذكروا أى اتقوه فى رعاية حقوق نعمته ولاتخلوا بشكرها أى فى الأعم من ذلك ويدخل هو دخولا أوليا .
وعد الله خاصة دون غيره استقلالا أو اشتراكا فليتوكل المؤمنون .
11 .
- فانه سبحانه كاف فى درء المفاسد وجلب المصالح والجملة تذييل مقرر لما قبله وإيثار صيغة أمر الغائب وإسنادها للمؤمنين لايجاب التوكل على المخاطبين بطريق برهانى ولإظهار مايدعوا إلى الامتثال ويزع عن الإخلال مع رعاية الفاصلة وإظهار الأمر الجليل لتعليل الحكم وتقوية استقلال الجملة التذييلية وقد مرت نظائره وهذه الآية كما نقل عن الإمام الشافعى رضى الله تعالى عنه تقرأ سبعا صباحا وسبعا مساءا لدفع الطاعون .
ولقد أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل كلام مستأنف مشتمل على بيان بعض ماصدر من بنى اسرائيل مسوق لتقرير المؤمنين على ذكر نعمةالله تعالى ومراعاة حق الميثاق وتحذيرهم من نقضه أو لتقرير ماذكر من الهم بالبطش وتحقيقه بناءا على أنه صادرا من أسلافهم ببيان أن الغدر والخيانة فيهم شنشنة أخزمية وإظهار الاسم الجليل هنا لتربية المهابة وتفخيم الميثاق وتهويل الخطب فى نقضه مع مافيه من رعاية حق الاستئناف المستدعى للانقطاع عما قبله والالتفات فى قوله تعالى : وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا للجرى على سنن الكبرياء وتقديم المفعول الغير الصريح على الصريح لمامر غير مرة من الاهتمام والتشويق النقيب قيل : فعيل بمعنى فاعل مشتقا من النقب بمعن التفتيش ومنه فنقبوا فى البلاد وسمى ذلك لتفتيشه عن أحوال القوم وأسرارهم وقيل : بمعنى مفعول كأن القوم اختاروه على علم منهم وتفتيش على أحوالهم .
قال الزجاج : وأصله من النقب وهو الثقب الواسع والطريق فى الجبل ويقال : فلان حسن النقيبة أى جميل الخليقة ونقاب : للعالم بالأشياء الذكى القلب الكثير البحث عن الامور وهذا الباب كله معناه التأثير فى الشىء الذى له عمق ومن ذلك نقبت الحائط أى بلغت فى النقب آخره .
روى أن بنى اسرائيل لما فرغوا من أمر فرعون أمرهم الله تعالى بالمسير إلى أريحاء أرض الشام وكان يسكنها الجبابرة الكنعانيون وقال سبحانه لهم : إنى كتبتها لكم دارا وقرارا فاخرجوا اليها وجاهدوا من فيها فانى ناصركم وأمر جل شأنه موسى عليه السلام أن يأخذ من كل سبط كفيلا عليهم بالوفاء فيما أمروا به فأخذ عليهم الميثاق