فقيل مغفرة الخ .
ويحتمل أن يكون المفعول متروكا والمعنى قدم لهم وعدا وهو مابين الجملة المذكورة وجوز أن تكون مفعول وعد باعتبار كونه بمعنى كونه بمعنى قال أو المراد حكايته لأنه يحكى بماهو فى معنى القول عند الكوفيين ويحتمل أن يكون القول مقدرا أى وعدهم قائلا ذلك فى حقهم فيكون اخبارا يثبوته لهم وهو أبلغ وقيل : إن هذا القول يقال لهم وتهوينا لسكرات الموت عليهم .
والذين كفروا وكذبوا بآيتنا القرآنية التى من جملتها ماتليت من النصوص الناطقة بالأمر بالعدل والتقوى وحمل بعضهم الآيات على المعجزات التى أيد الله تعالى بها نبيه صلى الله عليه وسلّم أولئك الموصوفون بما ذكر أصحاب الجحيم .
10 .
- أى ملابسوا النار الشديدة التأجج ملابسة مؤبدة والموصول مبتدأ أول واسم الإشارة مبتدأ ثان ومابعده خبره والجملة خبر الأول ولم يؤت باجملة فى سياق الوعيد كما أتى بالجملة قبلها فى سياق الوعد قطعا لرجائهم وفى ذكر حال الكفرة بعد حال المؤمنين كما هو فى السنة السنية القرآنية وفاءا بحق الدعوة وتطييبا لقلوب المؤمنين بجعل أصحاب النار أعداءهم دونهم .
ياأيها الذين امنوا اذكروا نعمت الله عليكم تذكير لنعمة الإنجاء من الشرائر تذكير نعمه إيصال الخير الذى هو نعمة الاسلام ومايتبعها من الميثاق أو تذكير نعمة خاصة بعد تذكير النعمة العامة اعتناءا بشأنها و عليكم متعلق بنعمة الله أو بمحذوف وقع حالا منها وقوله تعالى : إذ هم قوم على الأول ظرف لنفس النعمة وعلى الثانى لما تعلق به الظرف ولايجوز أن يكون ظرفا لاذكروا لتنافى زمنيها فان إذ للمضى و اذكروا لمستقبل أى اذكروا إنعمامه تعالى عليكم أو اذكروا نعمته تعالى كائنة عليكم وقت قصد قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم أى بأن يبطشوا بكم بالقتل والاهلاك يقال : بسط إليه يده إذا بطش به وبسط إليه لسانه إذا شتمه والبسط فى الأصل مطلق المد وإذا استعمل فى اليد واللسان كان كناية عما ذكر وتقديم الجار والمجرور على المفعول الصريح للمسارعة إلى بيان رجوع ضرر البسط وغائلته اليهم حملا لهم من أول الامر على الاعتداد بنعمة دفعه فكف أيديهم عنكم عطف على هم وهو النعمة التى أريد تذكيرها وذكر الهم للايذان بوقوعها عند مزيد الحاجة اليها والفاء للتعقيب المفيد لتمام النعمة وكمالها وإظهار الأيدى لزيادة التقرير وتقديم المفعول الصريح على الأصل أى منع أيديهم أن تمد إليكم عقيب همهم بذلك وعصمكم منهم وليس المراد أنه سبحانه كفها عنكم بعد أن مدوها اليكم وفى ذلك مالايخفى من إكمال النعمة ومزيد اللطف .
والآية إشارة إلى ماأخرجه مسلم وغيره من حديث جابر أن المشركين رأوا أن رسول الله A وأصحابه رضى الله تعالى عنهم بعسفان قاموا إلى اظهر معا فلما صلوا ندموا إلا كانوا أكبوا عليهم وهموا أن يوقعوا بهم إذا قاموا إلى صلاة العصر فرد الله تعالى كيدهم بأن أنزل صلاة الخوف وقيل : إشارة إلى ماأخرجه أبو نعميم فى الدلائل من طريق عطاء والضحاك وابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن عمرو بن أمية الضمرى حيث انصرف من بئر معونة لقى رجلين كلابيين معهما أمان من رسول الله A فقتلهما ولم يعلم أن معهما أمانا فوداهما رسول الله A ومضى إلى بنى النضير ومعه أبو بكر رضى الله تعالى عنه وعمر وعلى فتلقوه