وهو فى الآخرة من الخاسرين .
5 .
- أى الهالكين والآية تذييل لقوله تعالى : اليوم أحل لكم الطيبات الخ تعظيما لشأن ماأحله الله تعالى وماحرمه وتغليظا على من خالف ذلك فحمل الإيمان على المعنى المصدرى وتقدير مضاف كما قيل أى بموجب الايمان وهو الله تعالى ليس بشىء وإن أشعر به كلام مجاهد وضمير الرافع مبتدأ و من الخاسرين خبره و فى متعلقة بما تعلق به الخبر من السكون المطلق وقيل : بمحذوف دل عليه المذكور أى خاسرين فى الآخرة وقيل بالخاسرين على أن أل معرفة لاموصولة لأن مابعدها لايعمل فيما قبلها وقيل : يغتفر فى الظرف مالايغتفر فى غيره كما فى قوله : ربيته حتى إذا ماتمعددا كان جزائى بالعصا أن أجلدا هذا ومن باب الاشارة فى الآيات ياأيها الذين آمنوا بالايمان العلمى أوفوا بالعقود أى بعزائم التكليف وقال أبو الحسن الفارسى : أمر الله تعالى عباده بحفظ النيات فى المعاملات والرياضيات فى المحاسبات والحراسة فى الخطرات والرعاية فى المشاهدات وقال بعضهم : أوفوا بالعقود عقد القلب بالمعرفة وعقد اللسان بالثناء وعقد الجوارح بالخضوع وقيل أول عقد عقد على المرء عقد الإجابة له سبحانه بالربوبية وعدم المخالفة بالرجوع إلى ماسواه والعقد الثانى عقد تحمل الأمانة وترك الخيانة أحلت لكم بهيمة الأنعام أى أحل لكم جميع أنواع التمتعات والحظوظ بالنفوس السليمة التى لايغلب عليها السبعية والشره إلا مايتلى عليكم من التمتعات المنافية للفضيلة والعدالة غير محلى الصيد وأنتم حرم أى لامتمتعين بالحظوظ فى حال تجردكم للسلوك وقصدكم كعبة الوصال وتوجهكم إلى حرم صفات الجمال والجلال إن الله يحكم مايريد فليرض السالك بحكمه ليستريح ويهدى إلى سبيل رشده ياأيها الذين آمنوا لاتحلوا شعائر الله من المقامات والأحوال التى يعلم بها السالك إلى حرم ربه سبحانه من الصبر والتوكل والشكر ونحوها أى لاتخرجوا عن حكمها ولا الشهر الحرام وهو وقت الحج الحقيى وهو وقت السلوك إلى ملك الملوك وإحلاله بالخروج عن حكمه والاشتغال بما ينافيه ولا الهدى وهو النفس المستعدة للقربان عند الوصول إلى الحضرة وإحلالها باستعمالها بما يصرفها أو تكليفها بما سبب مللها ولاالقلائد وهى ماقلدته النفس من الاعمال الشرعية التى لايتم الوصول إلا بها وإحلالها بالتطفيف بها وعدم إيقاعها على الوجه الكامل ولا آمين البيت الحرام وهم السالكون وإحلالهم بتنفيرهم وشغلهم بما يصدهم أو يكسلهم يبتغون فضلا من ربهم بتجليات الأفعال ورضوانا بتجليات الصفات وإذا حللتم فاصطادوا أى إذا رجعتم إلى البقاء بعد الفناء فلاجناح عليكم فى التمتع ولايجرمنك شنئآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا أى لايكسبنكم بغض القوى النفسانية بسبب صدها إياكم عن السلوك أن تعتدوا عليها وتقهروها بالكلية فتتعطل أو تضعف عن منافعها أو لايكسبنكم بغض قوم من أهاليكم أو أصدقائكم بسبب صدهم إياكم أن تعتدوا عليهم بمقتهم وإضرارهم وإرادة الشر لهم وتعاونوا على البر والتقوى بتدبير تلك القوى وسياستها أو بمراعاة الأهل والأصدقاء والإحسان اليهم ولاتعاونوا على الأثم والعدوان فان ذلك يقطعكم عن الوصول وعن سهل أن البر الايمان والتقوى السنة والاثم الكفر والعدوان البدعة وعن الصادق رضى الله تعالى عنه البر