من الحكمة ولاتكن للخائنين الذين لم يؤدوا أمانة الله تعالى التى أودعت فى الأزل مما ذكر فى استعدادهم من إمكان طاعته وامتثال أمره خصيما تدفع عنهم العقاب وتسلط الخلق عليهم بالذل والهوان أو تقول لله تعالى : يارب لم خذلتم وقهرتهم فانهم ظالمون ولله تعالى الحجة البالغة عليهم .
واستغفر الله من الميل الطبيعى الذي اقتضته الرحمة التى أحاطت بك إن الله كان غفورا رحيما فيفعل ماتطلبه منه وزيادة ولاتجادل أحدا عن الذين يختانون أنفسهم بتضييع حقوقها إن الله لايحب من كان خوانا لنفسه أثيما الاثم ميالا مع الشهوات يستخفون من الناس بكتمان رذائلهم وصفات نفوسهم ولايستخفون من الله بازالتها وقلعها وهو معهم محيط بظواهرهم وبواطنهم إذ يبيتون أى يدبرون فى ظلمة عالم النفس والطبيعة مالايرضى من القول من الوهميات والتخيلات الفاسدة وكان الله بما تعملون محيطا فيجازيهم حسب أعمالهم ومن يعمل سوءا بظهور صفة من صفات نفسه أويظلم نفسه بنقص شىء من كمالاتها ثم يستغفر الله ويطلب منه ستر ذلك لابتوجه اليه والتذلل بين يديه يجد الله غفورا رحيما فيستر ويعطى مايقتضيه الاستعداد ومن يكسب خطيئة باظهار بعض الرذائل أواثما بمحو مافى الاستعداد ثم يرم به بريئا بأن يقول : حمانى الله تعالى على ذلك أو حملنى فلان عليه فقد احتمل بهتانا وإثما مبنا حيث فعل ونسب فعله إلى الغير ولو لم تكن مستعدة لذلك طالبة له بلسان الاستعداد فى الأزل لم يفض عليه ولم يبرز الى ساحة الوجود ولذا أفحم إبليس اللعين أتباعه بما قص الله تعالى لنا من قوله : إن الله وعدكم وعد الحق إلى أن قال : فلاتلومونى ولوموا أنفسكم ولولا فضل الله عليك أى توفيقه وإمداده لسلوك طريقه ورحمته حيث وهب لك الكمال المطلق لهمت طائفة منهم أن يضلوك ومايضلون إلا أنفسهم لعود ضررهم عليهم وحفظك فى قلاع استعدادك عن أن يناك شىء من ذلك وأنزل عليك الكتاب الجامع لتفاصيبل العلم والحكمة التى هى أحكانم تلك التفاصيل مع العمل وعلمك مالم تكن تعلم من علم عواقب الخلق وعلم ماكان وما سيكون وكان فضل الله عليك عظيما حيث جعلك أهلا لمقام قاب قوسين أو أدنى ومن عليك بما لايحيط به سوى نطاق الوجود لاخير فى كثير من نجواهم وهو ماكان من ةجنس الفضول ولامر الذي لايعنى إلا نجوى من أمر بصدقة وأرشد إلى فضلة السخاء الناشىء من العفة أو معروف قولى كتعلم علم أو فعلى كاغاثة ملهوف أو إصلاح بين الناس الذي هو من باب العدل ومن يفعل ذلك ويجمع بين الكمالات ابتغاء مرضاة الله لا للرياء والسمعة من كل مايعود به الفضيلة رذيلة فسوف بؤتيه الله تعالى أجرا عظيما ويدخله جنات الصفات ومن يشاقق الرسول أى يخالف ماجاء به النبى صلى الله عليه و سلم أو العقل المسمى عندهم بالرسول النفسى ويتبع غير سبيل المؤمنين أى غير ماعليه أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم ومن اقتفى أثرهم من الاخبار أو القوى الروحانية نوله ماتولى ونصله جهنم الحرمان وساءت مصيرا لمن يصلاها ان يدعون من دونه إلا اناثا وهى الاصنام المسماة بالنفوس إذ كل من يعبد غير الله تعالى فهو عابد لنفسه مطيع لهواها أو المراد بالاناث الممكنات لأن كل ممكن محتاج ناقص من جهة إمكانه منفعل متأثر عند تعينه فهو أشبه كل شىء بالانثى وإن يدعون إلا شيطانا مريدا وهو شيطان الوهم حيث قبلوا إغواءه وأطاعوه لعنه الله أى أبعده عن رياض قربه وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا وهم غير المخلصين الذين استثنوا