إذا طال مكثه حتى بلغ نتاج نتاجه ويقال له الحامى وخصاء العبيد والوشم واللواطة والسحاق ونحو ذلك وعبادة الشمس والقمر والنار والحجارة مثلا وتغيير فطرة الله تعالى التى هى الاسلام واستعمال الجوارح والقوى فيما لايعود على النفس كما لايوجب لها من الله سبحانه زلفى .
وورد عن السلف الاقتصار على بعض المذكورات وعموم اللفظ بمنع الخصاء مطلقا وروى النهى عنه عن جمع من الصحابة رضى الله تعالى عنهم وأخرج البيهقى عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن خصاء الخيل والبهائم وادعى عكرمة أن الآية نزلت فى ذلك وأجاز بعضهم ذلك فى الحيوان وأخرج ابن المنذر عن عروة أنه خصى بغلا له وعن طاوس أنه خصى جملا وعن محمد بن سيرين أنه سئل عن الخصاء الفحول فقال : لابأس به وعن الحسن مثله وعن عطاء أنه سئل عن خصاء الفحل فلم ير به عند عضاضه وسوء خلقه بأسا .
وقال النووى : لايجوز خصاء حيوان لايؤكل فى صغره ولافى كبره ويجوز اخصاء المأكول فى صغره لأن فيه غرضنا وهو طيب لحمه ولايجوز فى كبره والخصاء فى بنى آدم محظور عند عامة السلف والخلف وعند أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه يكره شراءالخصيان واستخدامهم وامساكهم لأن الرغبة فيهم تدعوا إلى إخصائهم وخص من تغيير خلق الله تعالى الختان والوشم لحاجة وخضب اللحية وقص مازاد منها على السنة ونحو ذلك وعن قتادة أنه قرأ الآية ثم قال : مابال أقوام جهلة يغيرون صبغة الله تعالى ولونه سبحانه ولايكاد يسلم له إن أراد مايعم الخضاب المسنون كالخضاب بالحناء بل وبالكتم أيضا لارهاب العدو وقد صح عن جمع من الصحابة رضى الله تعالى عنهم أنهم فعلوا ذلك منهم أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه وحديث النهى مخمول على غير ذلك ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله بإيثار مايدعو اليه على ما أمر الله تعالى به ومجاوزته عن طاعة الله تعالى إلى طاعته وقيد من دون الله لبيان أن اتباعه ينافى متابعة أمر الله تعالى وليس احترازيا كما يتوهم وأما ما قيل : من أنه مامن مخلوق لله تعالى إلا ولك فيه ولاية لوعرفتها ولك فى وجوده منفعة لوطلبتها فلهذا قيدت الولاية بكونها من دون الله تعالى فناشىء من الغفلة عن تحقيق معنى الولاية فافهم فقد خسر خسرانا مبينا .
119 .
- أى ظاهرا وأى خسران أعظم من استبدال الجنة بالنار وأى صفقة أخسر من فوات رضا الرحمن برضا الشيطان يعدهم مالا يكاد ينجزه وقيل : النصر والسلامة وقيل : الفقر والحاجة إن أنفقوا وقرأ الأعمش يعدهم بسكون الدال وهو تخفيف لكثرة الحركات .
ويمينهم الأمانى الفارغة وقيل : طول البقاء فى الدنيا دوام النعيم فيها وجوز أن يكون المعنى فى الجملتين يفعل لهم الوعد ويفعل التمنية على طريقة : فلان يعطى ويمنع وضمير الجمع المنصوب فى يعدهم ويمنيهم راجع إلى من باعتبار معناها كمأن ضمكير الرفع المفرد فى يتخذ و خسر راجع اليها باعتبار لفظها واخبر سبحانه عن وقوع الوعد والتمنية مع وقوع غير ذلك مماأقسم عليه اللعين أيضا لأنهما من الأمور الباطنة وأقوى أسباب الضلال وحبائل الاحتيال ومايعدهم الشيطان إلا غرورا .
120 .
- وهو إيهام النفع فيما فيه الضرر وهذا الوعد والامر عندى مثله إما بالخواطر الفاسدة وإما بلسان أوليائه واحتمال أن يتصور بصورة إنسان فيفعل مايفعل بعيد و غرورا إما مفعول ثان للوعد أو مفعول لأجله أو نعت لمصدر محذوف أى وعدا ذا غرور أو غارا أو مصدرا على غير لفظ المصدر لأن يعدهم فى قوة يغرهم بوعده