وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا عطف على الجملة المتقدمة والمراد شيطانا مريدا جامعا بين لعنة الله تعالى وهذا القول الشنيع الصادر من عند اللعن وجوز أن تكون فى موضع الحال بتقدير قد أى وقد قال وأن تكون مستأنفة مستطردة كما أن ماقبلها اعتراضية فى رأى والجار والمجرور إما متعلق بالفعل وإما حال مما بعده واختاره البعض والاتخاذ أخذ الشىء على وجه الاختصاص وأصل معنى الفرض القطع وأطلق هنا على المقدار المعين لاقتطاعه عما سواه وهو كما أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك وابن المنذر عن الربيع من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون والظاهر أن هذا القول وقع نطقا من اللعين وكأنه عليه اللعنة لما نال من آدم عليه السلام مانال طمع فى ولده وقال ذلك ظنا وأيد بقوله تعالى : ولقد صدق عليهم إبليس ظنه وقيل : إنه فهم طاعة الكثير له مما فهمت من الملائكة حين قالوا : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وأدعى بعضهم أن هذا القول حالى كما فى قوله : امتلأ الحوض وقال قطنى مهلا رويدا قد ملأت بطنى وفى هذه الجمل ما ينادى على جهل المشركين وغاية انحطاط درجتهم عن الانخراط فى سلك العقلاء على أتم وجه وأكمله وفيها توبيخ لهم كما لايخفى ولأضلنهم عن الحق ولأنينهم الأمانى الباطلة وأقول لهم : ليس وراءكم بعث ولانشر ولاجنة ولانار ولاثواب ولاعقاب فافعلوا ما شئتم وقيل : أمنيهم بطول البقاء فلى الدنيا فيسوفون العمل وقيل : أمنيهم بالأهواء الباطلة الداعية إلى المعصية وأزين لهم شهوات الدنيا وزهراتها وأدعوا كلا منهم الى مايميل طبعه اليه فأصده بذلك عن الطاعة وروى الأول عن الكلبى ولآمرنهم بالتبتيك كما قال أبو حيان أو بالضلال كما قال غيره فليبتكن إذان الأنعام أى فليقطعنها من أصلها كما روى عن أبى عبد الله رضى الله تعالى عنه أو ليشقنها كما قال الزجاج بموجب امرى من غير تلعثم فى ذلك ولاتأخير كما يؤذن بذلك الفاء وهذه إشارة الى ماكانت الجاهلية تفعله من شق أذن الناقة إذا ولدت خمسة أبطن وجاء الخامس ذكرا وتحريم ركوبها والحمل عليها وسائر وجوه الانتفاع بها ولآمرنهم فليغيرن ممتثلين بلا ريث خلق الله عن نهجه صورة أوصفة يندرج فيه مافعل من فقء عين فحل الإبل