الاعمال بالكلية وهذا ماصرح به ابن عبد السلام والنووى وقال الغزالى : إذا غلب الاخلاص فهو مثاب وإلا فلا وقيل : هو مثاب غلب الاخلاص أم لا على قدر الاخلاص وفى دلالة الآية على أن غير المخلص لايستحق غير الحرمان نظر لأنه سبحانه أثبت فيها للمخلص أجرا عظيما وهو لاينافى ان يكون لغيره مادونه وكون العظمة بالنسبة إلى أمور الدنيا خلاف الظاهر ومن يشاقق الرسول أى يخافه من الشق فان كلا من المتخالفين فى شق غير شق الآخر ولظهور الانفكاك بين الرسول ومخالفه فك الادغام هنا وفى قوله سبحانه فى الانفال : ومن يشاقق الله ورسوله رعابة لجانب المعطوف ولم يفك فى قوله تعالى فى الحشر : ومن يشاق الله .
وقال احطيب : فى حكمه الفك والادغام أن أل فى الاسم الكريم لازمة بخلافها فى الرسول واللزوم يقتضى الثقل فخفف بالادغام فيما صحبته الجلالة بخلاف ما صحبه لفظ الرسول وفى آية الانفال صار المعطوف والمعطوف عليه كالشىء الواحد وما ذكرناه أولى والتعرض لعنوان الرسالة لإظهار كل شناعة ما اجترءوا اليه من المشاقة والمخالفة وتعليل الحكم الآتى بذلك والآية نزلت كما قدمناه فى سارق الدرع أو مودعها وقيل : فى قوم طعمة لما أرتدوا بعد أن أسلموا وأياما كان فالعبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب فيندرج فيه ذلك وغيره من المشاقين من بعد ماتبين له الهدى أى ظهر له الحق فيما حكم به النبى صلى الله عليه و سلم أو فيما يدعيه E بالوقوف على المعجزات على نبوته ويتبع غير سبيل المؤمنين أى غير ماهم مستمرون عليه من عقد وعمل فيعم الأصول والفروع والكل والبعض نوله ماتولى أى نجعله واليا لما تولاه من الضلال ويؤول الى أنا نضله وقيل : معناه نخل بينه وبين مااختاره لنفسه وقيل نكله فى الآحرة الى مااتكل عليه وانتصر به فى الدنيا من الاوثان ونصله جهنم أى ندخله اياها وقد تقدم .
وقرىء بالنون من صلاه وساءت مصيرا .
115 .
- أى جهنم أو التولية واستدل الاما الشافعى رضى الله تعالى عنه على حجية الاجماع بهذه الآية فعن المزنى أنه قال : كنت عند الشافعى يوما فجاءه شيخ عليه لباس صوف وبيد عصا فلما رآهذا مهابة استوى جالسا وكان مستندا لاسطوانة وسوى ثيابه فقال له : ماالحجة فى دين الله تعالى قال : كتابه قال : وماذا قال : سنة نبيه صلى الله عليه و سلم قال : وماذا قال : اتفاق الأمة قال : من أين هذا الأخير أهو فى كتاب الله تعالى فتدبر ساعة ساكتا فقال له الشيخ : أجلتك ثلاثة أيام بلياليهن فان جئت بآية وإلا فاعتزل الناس فمكث ثلاثة أيام لايخرج وخرج فى اليوم الثالث بين الظهر والعصر وقد تغير لونه فجاءه الشيخ وسلم عليه وجلس وقال : حاجتى فقال : نعم أعوذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم : ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الخ لم يصله جهنم على خلاف المؤمنين إلا واتباعهم فرض قال : صدقت وقام وذهب وروى عنه أنه قال : قرأت القرآن فى كل يوم وفى كل ليلة ثلاث مرات حتى ظفرت بها ونقل الامام عنه أنه سئل عن آية من كتاب الله تعالى تدل على أن الاجماع حجة فقرأ القرآن ثلثمائة مرة حتى وجد هذه الآية .
واعترض ذلك الراغب بأن سبيل المؤمنين الإيمان كما قيل : اسلك سبيل الصائمين والمسلمين أى فى الصوم والصلاة فلا دلالة فى الآية على حجية الاجماع ووجوب اتباع المؤمنين فى غير الايمان