وقال كثيرون حرانم للحديث الحسن أنه صلى الله تعالى عليه وسلم نهى عنه وعن التزام الغير وتقبيله وأمر بمصافحته مالم يكن ذميا وإلا فيكره للمسلم مصافحته بل يكفر ان قصد التبجيل كما يكفر بالسلام عليه كذلك .
وأفتى البعض أيضا بكراهة الانحناء بالرأس وتقبيل نحو الرأس أو يد أو رجل لاسيما لنحو غنى لحديث من تواضع لغنى ذهب ثالثا دينه وندب ذلك لنحو صلاح أو علم أو شرف لأن أبا عبيدة قبل يد عمر رضى الله تعالى عنهما ولايعد نحو صحبك الله تعالى بالخير أو قواك الله تعالى تحية ولايستحق مبتدأ به جوابا والدعاء له بنظيره حسن الا أن يقصد باهماله له تأديبه لتركه سنة السلام ونحو مرحبا مثل ذلك في ذلك وذكر أنه لوقال المسلم السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته فقال الراد : عليك السلام فقط أجزأه لكنه خلاف الأولى وظاهرألآية خلافه إذ الإمر فيها دائر بين الجواب بالأحسن والجواب بالمثل وليس ماذكر شيئا منهما وحمل التحية على السلام هو ماذهب اليه الأكثرون من المحققين وأئمة الدين وقيل : المراد بها الهدية والعطية وأوجب القائل العوض او الرد على المتهب وهو قول قديم للشافعى ونسب أيضا لأمامنا الأعظم رضى الله تعالى عنه وعلل ذلك بعضهم بأن السلام قد وقع فلا يرد بعينه فلذا حمل على الهدية وقد جاء اطلاقها عليها وأجيب بأنه مجاز كقول المتنبى : قفى تغرم الأولى من اللحظ مقلتى بثانية والمتلف الشىء غارمه وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عيينة أنه قال فى الآية : أترون هذا السلام وحده هذا في كل شىء من أحسن اليك فأحسن اليه وكافه فان لم تجد فادع له واثن عليه عند إخوانه ولعل مراده C تعالى قياس غير السلام من أنواع الاحسان عليه لأن المراد من التحية مايعم السلام وغيره لخفاء ذلك ولعل من أراد الأعم فسرها بما يسدى الى الشخص مما تطيب به حياته ان الله كان على كل شىء حسيبا .
86 .
- فيحاسبكم على كل شىء من أعمالكم ويدخل في ذلك ماأمروا به من التحية دخولا أوليا .
هذا ومن باب الاشارة فى هذه الايات الذين آمنوا يقاتلون أنفسهم في سبيل الله فيهلكونها بسيوف المجاهدة ليصلوا اليه تعالى شأنه والذين كفروا يقاتلون عقولهم وينازعونها فى سبيل طاغوت أنقسهم ليحصلوا اللذات ويغنموا في هذه الدار الفانية أمتعة الشهوات فقاتلوا أولياء الشيطان وهى القوى النفسانية أو النفس وقواها إن كيد الشيطان كان ضعيفا فوليه ضعيف عاذ بقرملة الم تر الى الذين قيل لهم أى قال لهم المرصدون كفوا أيديكم عن خاربة الأنفس الآن قبل أداء رسوم العبادات وأقيموا الصلاة والمراد بها إتعاب البدن بأداء العبادة البدنية وآتوا الزكاة والمراد بها اتعاب القلب بأداء العبادة المالية فاذا تم لكم ذلك فتوجهوا الى محاربة النفس فان محاربتها قبل ذلك بغير سلاح فان هذه العبادات الرسمية سلاح السالكين فلايتم لأحد تهذيب الباطن قبل اصلاح الظاهر فلما كتب عليهم القتال حين أداء ماأمروا بأدائه إذا فريق منهم لضعف استعدادهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية فلا يستطيعون هجرجهم وارتكاب مافيه ذل نفوسهم خشية اعتراضهم عليهم أو إعراضهم عنهم وقالوا بلسان الحال : ربنا لما كتبت علينا القتال الآن لولا أخرتنا الى أجل قريب وهو الموت الاضطراري فالمنية ولا الدنية وها حال كثير من الناسكين برغبون عن السلوك وتحمل مشاقه مما فيه إذلال نفوسهم وامتهانها خوفا من الملامة واعتراض الناس عليهم فيبقون فى حجاب أعمالهم ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ولبئس ماكانوا يصنعون قل متاع الدنيا قليل