يعتد به نعم يحتمل فى تكلم سهوا أو جهلا وعذر به أنه لايفوت الابتداء فيجب جوابه ومثل ذلك بل أولى لمشروعيته الكلام للاستئذان فقد صرحوا بأنه اذا أتى دار انسان يجب أن يستأذن قبل السلام ويسن إظهار البشر عنده فقد أخرج البيهقى عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ان من الصدفة أن تسلم على الناس وأنت منطلق الوجه وعن عمر إذا التقى المؤمنان فسلم كل واحد منهما على الآخر وتصافحا كان أحبهما الى الله تعالى أحسنهما بشرا لصاحبه ويسن عليكم فى الواحد وان جاء فى بعض الآثار بالافراد نظرا لمن معه من الملائكة ويقصدهم ليردوا عليه فينال بركة دعائهم ولو دخل بيتا ولم ير أحدا يقول السلام علينا وعلى عباد الله تعالى الصالحين فان السكنة ترد عليه وفى الآكام ان فى كل بيت سكنة من الجن ويسن عند التلاقى سلام صغير على كبير وماشى على واقف أو مضطجع وراكب عليهم وراكب فرس على راكب حمار وقليلن على كثيرين لأن نحو الماشى يخاف من نحو الراكب ولزيادة مرتبة الكبير على نحو الصغير وخرج بالتلاقى الجالس والواقف والمضطجع فكل من ورد على أحدهم يسلم عليه مطلقا ولو سلم كل على الآخر فان ترتبا كان الثانى جوابا أى مالم يقصد به الابتداء وحده كما قيل والإلزام كلا الرد وكره أصحابنا السلام فى مواضع وفى النهر عن صدر الدين الغزى : سلامك مكروه على من ستسمع ومن بعد ماأبدى يسن ويشرع مصل وتال ذاكر ومحدث خطيب ومن يصغى اليهم ويسمع مكرر فقه جالس لقضائه ومن بحثوا فى الفقه دعهم لينفعوا مؤذن أيضا مع مقيم مدرس كذا الاجنبيات الفتيات أمنع ولعاب شطرنج وشبه بخلقهم ومن هو مع أهل له يتمتع ودع كافر أيضا ومكشوف عورة ومن هو فى حال التغوط أشنع ودع آكلا إلا إذا كنت جائعا وتعلم منه أنه ليس يمنع كذلك أستاذ مغن مطير فهذا ختام والزيادة تنفع فلو سلم على هؤلاء لايستحق الرد عند بعضهم وأوجب بعض الرد في بعضها وذكر الشافعية أن مستمع الخطيب يجب عليه الرد وعندنا يحرم كاسائر الكلام بلا فرق بين قريب وبعيد على الاصح وكرهوه لقاضى الحاجة ونحوه كالمجامع وسنوه للآكل كسن السلام عليه بعد البلع وقبل وضع اللقمة بالفم ويلزمه الرد حينئذ ولمن بالحمام ونحوهما باللفظ .
ورجحوا أنه يسلم على من بمسلخه ولايمنع كونه مأوى الشياطين فالسوق كذلك والسلام على من فيه مشروع وان اشتغل بمساومة ومعاملة ومصل ومؤذن بالاشارة والا فبعد الفراغ إن قرب الفصل وحرموا الرد على من سلم عليه نحو مرتدو حربى وندبى بعضهم على القارىء وإن اشتغل بالتدبر وأوجب الرد عليه ومحله فى متدبر لم يستغرق التدبر قلبه والا لم يسن ابتداءا ولاجواب كاالداعى المستغرق لأنه الآن بمنزلة غير المميز بل ينبغى فيمن استغرقه الهم كذلك أن يكون حكمه ذلك وصرحوا أيضا بعدم السلام على فاسق بل يسن تركه على مجاهر بفسقه ومرتكب ذنب عظيم لم يتب عنه ومبتدع إلا لعذر أو خوف مفسدة وعلى ملب وساجد وناعس ومتخاصمين بين يدى قاضى وأفتى بععضهم بكراهة حنى الظهر