بالكلية فلابد للمؤمن من تلقي المهالك بقلب راضى ووجه ضاحك ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم بسيف المجاهدة لتحي حياة طيبة أو اخرجوا من دياركم وهي الملاذ التي ركنتم اليها وخيمتم فيها وعكفتم عليها أو لو فرضنا عليهم أن اقمعوا الهوى أو اخرجوا من مقاماتكم التي حجبتم بها عن التوحيد الصرف كالصبر والتوكل مثلا مافعلوه إلا قليلا منهم وهم أهل التوفيق والهمم العالية وأيد الاحتمال الثاني بما حكى عن بعض العارفين أنه سئل ابراهيم بن أدهم عن حاله فقال ابراهيم : أدور في الصحارى وأطوف في البراري حيث لاماء ولاشجر ولاروض ولامطر فهل يصح حالي في التوكل فقال له : اذا أفنيت عمرك في عمران بطنك فأين الفناء في التوحيد ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيرا لهم لما فيه من الحياة الطيبة وأشد تثبيتا بالاستقامة بالدين واذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما وهو كشف الجمال ولهديناهم صراطا مستقيما وهو التوحيد ومن يطع الله والرسول قأولئك مع الذين أنعم الله عليهم بما لايدخل في حيطة الفكر من النبيين أرباب التشريع الذين ارتفعوا قدرا فلا يدرك شأواهم والصديقين الذين قادهم نورهم الى الانخلاع عن أنواع الربوب والشكوك فصدقوا بما جاء به الرسول من غير دليل ولاتوقف والشهداء أهل الحضور والصالحين أهل الاستقامة في الدين يأيها الذين آمنوا خذوا حذركم من أنفسكم فانها أعدى أعدائكم فانفروا ثبات اسلكوا في سبيل الله جماعات كل فرقة على طريق شيخ كامل أو انفروا جميعا في طريق التوحيد والاسلام واتبعوا أفعال رسول اله وتخلقوا بأخلاقه وان منكم لمن يبطئن أ ي ليبطئن المجاهدين المرتاضين فان أصابتك مصيبة شدة في السير قال قد أنعم الله على حيث لم أفعل كما فعلوا ولئن أصابكم فضل من الله مواهب غيبية وعلوم لدنية ومراتب سنية وقبول عند الخواص والعوام ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة أي حسدا لكم ياليتني كنت معهم فأفوز دونهم فوزا عظيما وأنال ذلك وحدي ومن يقاتل نفسه في سبيل الله فيقتل بسيف الصدق أو يغلب عليها بالظفر لتسلم على يده فسوف نؤتيه أجرا عظيما وهو الوصول الينا ومالكم لاتقاتلون في سبيل الله وخلاص المستضعفين من الرجال العقول والنساء الارواح والولدان القوى الروحانية الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية وهي قرية البدن الظالم أهلها وهي النفس الامارة واجعل لنا من لدنك نصيرا ينصرنا على من ظلمنا وهو الفيض الأقدس نسأل الله تهالى ذلك بمنه وكرمه .
الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله كلام مستأنف سيق لتشجيع المؤمنين وترغيبهم في الجهاد أي المؤمنون إنما يقاتلون في دين الله تعالى الموصل اليهم D وفي أعلاء كلمته فهو وليهم وناصرهم لامحالة .
والذين كفروا يقتلون في سبيل الطاغوت فيما يبلغ الى الشيطان وهو الكفر فلا ناصر لهم سواه فقاتلوا ياأولياء الله تعالى إذا كان الامر كذلك .
أولياء الشيطان .
جميع الكفار فانكم تغلوبنهم فانكم .
ان كيد الشيطان كان ضعيفا .
في حد ذاته فكيف بالقياس الى قدرة الله تعالى الذين يقاتلون في سبيله وهو سبحانه وليكم ولم يتعرض لبيان قوة جنابه تعالى ايذانا بظهورها وفائدة كان التأكيد ببيان أن كيده مذ كان ضعيف وقيل : هي بمعنى صار أي صار ضعيفا بالاسلام وقيل : انها زائدة وليس بشىء