عن أصنام السوى وأطيعوا الرسول بالمجاههدة واتعاب البدن بأداء رسوم العبادة التي شرعها لكم وأولى الامر منكم وهم المشايخ المرشدون بامتثال أمرهم فيما يرونه صلاحا لكم وتهذيبا لأ خلاقكم .
وربما : يقال انه سبحانه جعل الطاعة على ثلاث مراتب وهي في الاصل ترجع الى واحدة : فمن كان أهلا لبساط القربة وفهم خطاب الحق بلا واسطة كالقائل أخذتم علمكم ميتا عن ميت ونحن أخذناه من الحي الذي لايموت فليطلع الله تعالى بمراده وليتمثل مافهمه منه ومن لم يبلغ هذه الدرجة فليرجع الى بيان الواسطة العظمى وهو الرسول إن فهم بيانه أو استطاع الأخذ منه كبعض أهل الله تعالى تعالى وليطعه فيما أمر ونهى ومن لم يبلغ الى هذه الدرجة فليرجع الى أكابر علماء الامة وليتقيد بمذهب من المذاهب وليقف عنده في الاوامر والنواهي فان تنازعتم في شىء أنتم والمشايخ وذلك في مبادى السلوك حيث النفس قوية فردوه الى الله تعالى والرسول فارجعوا الى الكتاب والسنة فان فيهما مايزيل النزاع عبارة أو إشارة أو إذا وقع عليكم حكم من أحكام الغيب المتشابهة وظهر في أسراركم معارضات الامتحان فارجعوا الى خطاب الله تعالى ورسوله فان فيه بحار علوم الحقائق فكل خاطر لايوافق خطاب الله تعالى ورسوله فهو مردود ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك من علم التوحيد وما أنزل من قبلك من علم المبدأ والمعاد يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وهو النفس الأمارة الحاكمة بما تؤدي اليه أفكارها الغير المستندة إلى الكتاب والسنة وقد أمروا أن يكفروا به ويخالفوه إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربى ويريد الشيطان وهو الطاغوت أن يضلهم ضلالا بعيدا وهو الانحراف عن الحق فكيف إذا أصابتهم مصيبة وهي مصيبة التحير وفقد الطريق الموصل بما قدمت أيديهم من تقديم أفكارهم الفاسدة وعدم رجوعهم اليك ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا بأنفسنا لتمرنها عل التفكر حتى يكون لها ملكة استنباط الأسرار والدقائق من عبارتك واشارتك وتوفيقا أي جمعا بين العقل والنقل أو بين الخصمين بما يقرب من عقولهم ولم نرد مخالفتك أولئك الذين يعلم الله مافي قلوبهم من رين الشكوك فيجازيهم على ذلك يوم القيامة فأعرض عنهم ولاتقبل عذرهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا مؤثرا ليرتدعوا أو كلمهم على مقادير عقولهم ومتحمل طاقتهم ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم باشتغالهم بحظوظها جاءوك فاستغفروا الله طلبوا منه ستر صفات نفوسهم التي هي مصادر تلك الافعال واستغفر لهم الرسول بإمداده اياهم بأنوار صفاته لو وجدوا الله توابا رحميا مطهرا لنفوسهم مفيضا عليها الكمال اللائق بها .
وقال ابن عطاء في هذه الآية : أي لوجعلوك الوسيلة لدى لوصلوا الى فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما قال بعضهم : أظهر الله في هذه الآية على حبيبه خلعة من خاع الربوبية فجعل الرضا بحكمه ساء أم ستر سببا لأيمان المؤمنين كما جعل الرضا بقضائه سببا لايقان الموقنين فأسقط عنهم أسم الواسطة لأنه متصف بأوصاف الحق متخلق بأخلاقه ألا ترى كيف قال حسان : وشق له من اسمه ليجعله فذو العرش محمود وهذا محمد وقال آخرون : سد سبحانه الطريق الى نفسه على الكافة الا بعد الايمان بحبيبه فمن لم يمش تحت قبابه فليس من الله تعالى في شىء ثم جعل جل شأنه من شرط الايمان زوال المعارضة