وكان مع صاحب أسقولية كاهنان فقال أحدهما أما إن هذا الجيش سيقيمون على أفرولية سبعة أيام يرمونها بالمجانيق وتفتح في اليوم الثامن قال الآخر لا بل يقيمون سبعة وينصرفون في اليوم الثامن فلما سمع أصحاب البعث قولهما قالوا ما ندري للبدأة نحمل الزاد أم للبدأة والرجعة قال قوم منهم نقبل قول الكاهن الذي قال بفتحها في اليوم الثامن ولا نعني أنفسنا بحمل ثقيل الزاد .
وقال الفوج الآخر إنما هي أنفسنا لا نخاطر بها فحملوا الزاد للبدأة والرجعة ثم ساروا حتى انتهوا إلى أفرولية وقد أخذوا بالحزم وتحرزوا دونهم بحصن دون حصن فأقاموا عليها سبعة أيام بالمجانيق ففتحوا حائطها الظاهر فناهضوهم فلما دخلوا الثغرة إذا لها قصبة أخرى حصينة فلم ينتفعوا بدخول الحائط الأول وجاءهم بريد في اليوم الثامن أن ملكهم قد مات فانصرفوا راجعين فهلك ممن فرط في ا لزاد سبعون ألفا فصاروا مثلا .
وكذلك يهلك من فرط في عمل الآخرة وينجو من تزود لها وتحرز من بوائقها كما تحرز أهل أفرولية وكما نجى من تزود من أهل اسقولية للرجعة .
قال النفر الستة لأنطونس ما أحسن قولك وأبلغ موعظتك