فسأل عن عقوبته أهل العلم فقيل عقوبته أن يحرق بالناء فألقي في تنور مسجور وكفى الله الرهبان مؤنته وعجله للنار في الدنيا لعبادته التي نواها للدنيا .
ولقد عجبت لأهل المصائب كيف لا يستعينون على مصائبهم بالصبر ويذكرون ما يؤملون من الثواب فإنه سيأتي على صاحب المصيبة يوم يتمنى فيه ما تمنى الأعمى في مصيبته .
قالوا وما تمنى الأعمى في مصيبته مثل .
قال أنطونس زعموا أن تاجرا دفن مئة دينار في موضع فبصر بها جار له فأخرجها فلما فقدها التاجر جزع جزعا شديدا ثم طال به العمر حتى عمي واحتاج حاجة شديدة فلما حضرت جاره الوفاة تخوف الحساب فأوصى أن ترد المئة دينار إلى الأعمى فردت عليه وأخبروه بالقصة فسر الأعمى سرورا لم يسر بمثله قط وقال الحمد لله الذي ردها علي أحوج ما كنت إليها فيا ليت كل مال كان لي يومئذ قبض عني ثم رد علي اليوم .
فينبغي لمن عرف أن له عملا صالحا أن يوقن أنه سيلقاه يوم يحتاج إليه .
ولقد عجبت لنفاد عقولهم كيف لا يعملون بما يعلمون كأنهم يريدون أن يهلكوا كما هلك صاحب المسيل .
قالوا وكيف كان ذلك