قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام .
قالا : فهات .
قال : حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير .
قال جابر : فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه إلى الغد فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له فقال : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا .
قال جابر : فيهم نزلت تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم .
الآية .
قال جابر : أنفسنا وأنفسكم رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وأبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة " .
وأخرج الحاكم وصححه عن جابر " أن وفد نجران أتوا النبي صلى الله عليه وآله فقالوا : ما تقول في عيسى ؟ فقال : هو روح الله وكلمته وعبد الله ورسوله قالوا له : هل لك أن نلاعنك أنه ليس كذلك ؟ قال : وذاك أحب إليكم ؟ قالوا : نعم .
قال : فإذا شئتم .
فجاء وجمع ولده الحسن والحسين فقال رئيسهم : لا تلاعنوا هذا الرجل فوالله لئن لاعنتموه ليخسفن بأحد الفريقين فجاؤوا فقالوا : يا أبا القاسم إنما أراد أن يلاعنك سفهاؤنا وإنا نحب أن تعفينا .
قال : قد أعفيتكم ثم قال : إن العذاب قد أظل نجران " .
وأخرج أبو النعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس " أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم .
منهم السيد وهو الكبير والعاقب وهو الذي يكون بعده وصاحب رأيهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لهما : أسلما قالا : أسلمنا .
قال : ما أسلمتما .
قالا : بلى .
قد أسلمنا قبلك .
قال : كذبتما يمنعكم من الإسلام ثلاث فيكما : عبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير وزعمكما أن لله ولدا .
ونزل إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب .
الآية .
فلما قرأها عليهم قالوا : ما نعرف ما تقول .
ونزل فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم يقول : من جادلك في أمر عيسى من بعد ما جاءك من العلم من القرآن فقل تعالوا إلى قوله ثم نبتهل يقول : نجتهد في الدعاء أن الذي جاء به محمد هو الحق وأن الذي يقولون هو الباطل فقال لهم : إن الله قد أمرني إن لم تقبلواهذا أن أباهلكم فقالوا : يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك .
فخلا بعضهم ببعض وتصادقوا فيما بينهم قال السيد للعاقب : قد والله علمتم أن الرجل نبي مرسل ولئن لاعنتموه إنه ليستأصلكم وما لاعن قوم