عباس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : " إن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج يوما عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد جالسا فقال : ما أخرجك هذه الساعة ؟ قال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله .
ثم أن عمر جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا ابن الخطاب ما أخرجك هذه الساعة ؟ قال : أخرجني الذي أخرجكما فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان من طعام وشراب ؟ فقلنا : نعم يا رسول الله فانطلقنا حتى أيتنا منزل مالك بن التيهان أبي الهيثم الأنصاري " .
وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن ابن عباس قال : " خرج أبو بكر في الهاجرة إلى المسجد فسمع عمر فخرج فقال لأبي بكر : ما أخرجك هذه الساعة ؟ قال : أخرجني ما أجد في نفسي من حاق الجوع .
قال عمر : والذي نفسي بيده ما أخرجني إلى الجوع فبينما هما كذلك إذ خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ما أخرجكما هذه الساعة فقالا : والله ما أخرجنا إلا ما نجد في بطوننا من حاق الجوع فقال النبي صلى الله عليه وآله : والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره فقاموا فانطلقوا إلى منزل أبي أيوب الأنصاري فلما انتهوا إلى داره قالت امرأته : مرحبا بنبي الله وبمن بعه .
قال النبي صلى الله عليه وآله : أين أبو أيوب ؟ فقالت امرأته : يأتيك يا نبي الله الساعة .
فجاء أبو أيوب فقطع عذقا فقال النبي صلى الله عليه وآله ما أردت أن تقطع لنا هذا ألا اجتنيت الثمرة ؟ قال : أحببت يا رسول الله أن تأكلوا من بسره وتمره ورطبه .
ثم ذبح جديا فشوى نصفه وطبخ نصفه فلما وضع بين يدي النبي صلى الله عليه وآله أخذ من الجدي فجعله في رغيف وقال : يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة .
فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وآله : خبز ولحم وتمر وبسر ورطب ودمعت عيناه والذي نفسي بيده إن هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه .
قال الله : ثم لتسألون يومئذ عن النعيم فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة فكبر ذلك على أصحابه .
فقال : بلى إذا أصبتم هذا فضربتم بأيديكم فقولوا : بسم الله فإذا شيعتم فقولوا : الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم علينا وأفضل فإن هذا كفاف لها " .
وأخرج أحمد وابن جرير وابن عدي والبغوي في معجمه وابن منده في المعرفة وابن عساكر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي عسيب مولى النبي صلى الله عليه وآله قال : " خرج النبي صلى الله عليه وآله ليلا فمر بي فدعاني فخرجت إليه ثم مر بأبي بكر