فدعاه فخرج إليه ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط : أطعمنا فجاء بعذق فوضعه فأكل النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه ثم دعا بماء بارد فشرب وقال : لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر ثم قال يا رسول الله : إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة ؟ قال : نعم إلا من ثلاث كسرة يسد بها الرجل جوعته أو ثوب يستر به عورته أو حجر يدخل فيه من الحر والبرد " .
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال : " كان النبي صلى الله عليه وآله على جدول فأتي برطب وماء بارد فأكل من الرطب وشرب من الماء ثم قال : هذا من النعيم الذي تسألون عنه " .
وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أبي بكر الصديق قال : " انطلقت مع النبي صلى الله عليه وآله ومعنا عمر إلى رجل يقال له الواقفي فذبح لنا شاة فقال النبي صلى الله عليه وآله : إياك وذات الدر فأكلنا ثريدا ولحما وشربنا ماء فقال النبي صلى الله عليه وآله : هذا من النعيم الذي تسألون عنه " .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها ثم خرج أبو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أخرجك يا أبا بكر ؟ قال : أخرجني من الجوع .
قال : وأخرجني الذي أخرجك .
ثم خرج عمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أخرجك يا عمر ؟ قال : أخرجني والذي بعثك بالحق الجوع .
ثم جاء أناس من أصحابه فقال : انطلقوا بنا إلى منزل أبي الهيثم فقالت لهم امرأته : إنه ذهب يستعذب لنا فدوروا إلى الحائط ففتحت لهم باب البستان فدخلوا فجلسوا فجاء أبو الهيثم فقالت له امرأته : أتدري من عندك ؟ قال : لا قالت له : عندك رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه فدخل عليهم فعلق قربته على نخلة ثم أخذ مخرفان فأتى عذقا له فاخترف لهم رطبا فأتاهم به فصبه بين أيديهم فأكلوا منه وبرد لهم ذلك الماء فشربوا منه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا من النعيم الذي تسألون عنه " .
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي الهيثم بن التيهان أن أبا بكر الصديق خرج فإذا هو بعمر جالسا في المسجد فعمد نحوه فوقف فسلم فرد عمر فقال له أبو بكر : ما أخرجك هذه الساعة ؟ فقال له عمر : بل أنت ما أخرجك هذه الساعة ؟ قال