استجاب له وأبدله بكل شيء ذهب له ضعفين رد أهله ومثلهم معهم وأثنى عليه فقال : إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب .
وأخرج ابن جرير عن ليث قال : أرسل مجاهد رجلا يقال له قاسم إلى عكرمة يسأله عن قول الله لأيوب وآتيناه أهله ومثلهم معهم فقال : قيل له : إن أهلك لك في الآخرة فإن شئت عجلناهم لك في الدنيا وإن شئت كانوا لك في الآخرة وآتيناك مثلهم في الدنيا .
فقال : يكونون في الآخرة وأوتى مثلهم في الدنيا .
فرجع إلى مجاهد فقال : أصاب .
وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي في قوله : رحمة من عندنا وذكرى للعابدين وقوله : رحمة منا وذكرى لأولي الألباب ص آية 43 قال : إنما هو من أصابه بلاء فذكر ما أصاب أيوب فليقل : إنه قد أصاب من هو خير مني نبي من الأنبياء .
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : بقي أيوب على كناسة لنبي إسرائيل سبع سنين وأشهرا تختلف فيه الدواب .
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : إن أيوب آتاه الله تعالى مالا وولدا وأوسع عليه فله من الشياه والبقر والغنم والإبل .
وإن عدو الله إبليس قيل له : " هل تقدر أن تفتن أيوب ؟ " قال : رب إن أيوب أصبح في دنيا من مال وولد فلا يستطيع إلا شكرك فسلطني على ماله وولده فسترى كيف يطيعني ويعصيك .
فسلط على ماله وولده فكان يأتي الماشية من ماله من الغنم فيحرقها بالنيران ثم يأتي أيوب وهو يصلي متشبها براعي الغنم فيقول : يا أيوب تصلي لرب ؟ ما ترك الله لك من ماشيتك شيئا من الغنم إلا أحرقها بالنيران .
وكنت ناحية فجئت لأخبرك .
فيقول أيوب : اللهم أنت أعطيت وأنت أخذت مهما يبق شيء أحمدك على حسن بلائك .
فلا يقدر منه على شيء مما يريد ثم يأتي ماشيته من البقر فيحرقها بالنيران .
ثم يأتي أيوب فيقول له ذلك ويرد عليه أيوب مثل ذلك .
وكذلك فعل بالإبل حتى ما ترك له ماشية حتى هدم البيت على ولده فقال : يا أيوب أرسل الله على ولدك من هدم عليهم البيوت حتى يهلكوا ! فيقول أيوب مثل ذلك .
وقال : رب هذا حين أحسنت إلي الإحسان كله قد كنت قبل اليوم يشغلني حب المال بالنهار ويشغلني حب الولد بالليل