فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار فيقول له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول المؤمن : أقول إنه رسول الله وعبده .
فيقول الملك : انظر إلى مقعدك الذي كان من النار قد أنجاك الله منه وأبدله بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة .
فيراهما كليهما فيقول المؤمن : دعوني أبشر أهلي .
فيقال له : اسكن .
وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري .
أقول ما يقول الناس .
فيقال له : لا دريت .
هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة قد أبدلك الله مكانه مقعدك من النار " .
قال جابر Bه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يبعث كل عبد في القبر على ما مات المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه " .
وأخرج ابن أبي عاصم في السنة وابن مردويه والبيهقي من طريق أبي سفيان عن جابر Bه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " إذا وضع المؤمن في قبره أتاه ملكان فانتهراه فقام يهب كما يهب النائم فيقال له : من ربك ؟ فيقول : الله ربي والإسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وآله نبيي .
فينادي مناد أن صدق عبدي .
فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة فيقول : دعوني أخبر أهلي .
فيقال له : اسكن " .
وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " كيف أنت ياعمر إذا انتهى بك إلى الأرض فحفر لك ثلاثة أذرع وشبر في ذراع وشبر ثم أتاك منكر ونكير أسودان يجران شعرهما كأن أصواتهما الرعد القاصف وكأن أعينهما البرق الخاطف يحفران الأرض بأنيابهما فأجلساك فزعا فتلتلاك وتوهلاك ؟ ؟ .
فقال : يا رسول الله وأنا يومئذ على ما أنا عليه ؟ قال : نعم .
قال : أكفيكهما بإذن الله يا رسول الله " .
وأخرج البيهقي عن ابن عباس Bهما عن النبي صلى الله عليه وآله قال : " إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون ثم يجلس فيقال له : من ربك ؟ فيقول الله ربي .
ثم يقال له : ما دينك ؟ فيقول : الإسلام .
ثم يقال له من نبيك ؟ فيقول : محمد .
فيقال : وما علمك ؟ فيقول : عرفته وآمنت به وصدقت بما جاء به من الكتاب .
ثم يفسح له في قبره مد البصر ويجعل روحه مع أرواح المؤمنين "