وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال : ما من عبد يقول : يا رب يا رب يا رب ثلاث مرات إلا نظر الله إليه .
فذكر للحسن فقال : أما تقرأ القرآن ربنا إننا سمعنا مناديا آل عمران الآية 193 إلى قوله فاستجاب لهم ربهم .
قوله تعالى : فالذين هاجروا الآية .
أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الأية قال : هم المهاجرون أخرجوا من كل وجه .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " إن أول ثلة الجنة الفقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره .
إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره وأن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول : أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا في سبيلي وجاهدوا في سبيلي ؟ ! أدخلوا الجنة فيدخلونه بغير عذاب ولا حساب ويأتي الملائكة فيسجدون ويقولون : ربنا نحن نسبح لك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا ؟ فيقول : هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي .
فتدخل الملائكة عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار الرعد الآية 24 " .
وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال " قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ! قال : المهاجرون يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون فتقول لهم الخزنة : أوقد حوسبتم ؟ قالوا : بأي شيء نحاسب وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك ! قال : فيفتح لهم فيقيلون فيه أربعين عاما قبل أن يدخل الناس " .
وأخرج أحمد عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله قال : " دخلت الجنة فسمعت فيها حشفة بين يدي فقلت : ما هذا ؟ قال : بلال فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين ولم أر أحدا أقل من الأغنياء والنساء .
قيل لي : أما الأغنياء فهم بالباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن الأحمران : الذهب والحرير "