هوية الأمة الإسلامية معرضة للخطر

هوية الأمة الإسلامية معرضة للخطر

  

هوية الأمة الإسلامية معرضة للخطر

 

 

                                                                         النائب عبد العظيم عبد الفتاح العجمان

                                                                     رئيس لجنة الاوقاف والشئون الدينية النيابية

                                                                       رئيس مؤسسة الاعتدال والتنمية العراقية

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ..

تمر الامة الاسلامية منذ ولادتها بمبعث خاتم الرسل والأنبياء محمد (صلى الله عليه واله وسلم) بتحديـــات وأزمات حالها حال الامم الأخرى ,وكانت الأمة المحمدية أمةٌ حية استطاعت عبور خندق الأزمات والفتن التي عصفت بها لأسباب داخلية من حكامٍ استبدوا بمقدرات الأمة او عدو خارجي استغل ضعف الأمة في لحظة من الزمن .

ويتغير التحدي بتغير الزمان والمكان والبيئة فهذه سنة الحياة وتعددت الفتن والعواقب ابتداءً من وفاة  رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى زماننا هذا ..

وسأنتقل بخطابي هذا الى الأزمة الراهنة ظاهرة التكفير .. وأثرها على الأمة وتحدي التكفير والإرهاب ايضاً هو في تنوع وتجدد وتطور وأصبح اليوم أكثر نضوجاً وإدارة من أيام نشأته الأولى في عهد امير المؤمنين علي "عليه السلام" , حيثُ الخوارجْ                                                        

ولكن خوارج اليوم بأفكارهم التكفيرية وتحالفهم مع بعض الأنظمة الغربية تمويلاً وتوجيهاً أصبح خطره أعمق وأكبر ,واكبر خطر هو تفكيك النسيج الاجتماعي للأمة الى مكونات وطوائف .

 

الجذور والإشكالية

من خلال تجربتنا العراقية وصراعنا المستمر مع الارهاب كانت مدرسة الارهاب يتم صناعتها وتخريجها في السجون الامريكية ومنها سجن بوكا في ام القصر ,البصرة حيث كان من أهم المواقع التي يدخل فيها المسلم مظلوماً ليس له ذنب إلا انه واجه محتلاً الى بلده ، بل الاغلب تم اعتقالهم على الظن وهم ابرياء فيدخلون للسجون معتدلين يخرجون منظمين ضمن التنظيمات الارهابية التي تقتل وتدمر بلا وعي ولا ادراك – يحركونه بالعاطفة مرة  وبالمال مرة اخرى ,وتوسع الارهاب أكبر واكبر مع خلق ازمات سياسية في العراق وسوريا ولبنان واليمن – لتشغيل المنطقة في فتنة نائمة " لعن الله من أيقظها كما قال امير المؤمنين عليه السلام وكان من نتيجة هذا الحراك الارهابي التكفيري المتطرف الذي نشأ بسبب غياب الوعي الجماهيري وتنفيذ المخطط الصهيوني الامريكي وحكام لم تحتوي شعوبها :

1-      ضرب رموز وقادة الحركات الاسلامية المعتدلة وتحجيم دورها في الحياة.

2-      استهلال الموارد البشرية للأمة وخصوصاً الشباب في الجهاد وغير منضبط.

3-      تدمير اقتصاد الأمة وأموالها في المعارك والفتن.

4-      اشغال الأمة في معاركٍ جانبية وفتن عن قضية الامة الفلسطينية وحربها مع الكيان الصهيوني

5-      تشويه صورة الجهاد الحقيقي الذي هو ذرة سنام الإسلام.

6-   قلب الهرم في نظرية الاحتلال  فبدل ان يكون الإصلاح من الأسفلِ الى الأعلى (الفرد_الاسرة_المجتمع) يقوم الارهاب بقلب هرم الاصلاح ويبدأ بتكفير الحكام والشعوب .

7-   ايجاد المبرر لتغوّل مشروع التغريب على حساب مشروع الاسلام المعتدل يل يصبح تبني الاعتدال في الوسط الاسلامي ضعفاً وتهمة وهذا هو المطلوب لينحاز بعض المسلمين المغرر بهم للإرهاب والأجندات الخارجية.

إنها مؤامرة كبيرة في زمننا نحتاج الى قادة كبار وجمهور واعي ويمكن ان نشيرَ الى مجموعة من الحلول الواقعية والعلمية لمواجهةِ الأزمة وتحدي الإرهاب :

1-  بناء مشروع  يجمع تيار الاعتدال (كأنهم بنيان مرصوص) لمواجهة الفرقة والاختلاف التي عصفت بالأمة تحقيقاً لقوله تعالى "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ " فالشهادة تقتضي الحضور في الزمان والمكان واقعياً عملياً وليس تنظيرياً.

2- تقديم خطاب الاعتدال الوحدوي الذي لا يستفز ولا يفرق وتشريعاته التسامح والسلام والمحبة في العالم.

3- التصالح بين الشعوب وحكامها وفق منهج الإسلام والابتعاد عن الصراع والتصادم المفضي الى العدم.

4- إعادة الأولويات بالنسبة للحركات الاسلامية من أولوية المنافسة السياسية على السلطة الى اولوية يناء القيم الاسلامية والإنسانية المناهضة للإرهاب والعنف وكذلك اعادة العمل بمنهج التقريب بما يلائم تحديات المرحلة .

5- الثقافة والتوعية الجماهيرية المؤدية الى فصل الارهاب عن جسد الأمة وذلك بتعريته فهو لا علاقة له بمنهج الاسلام الحق .

6- تأسيس منظمة اسلامية متخصصة لمواجهة الإرهاب نواتها الحركات والرموز الإسلامية المعتدلة .

7- تأسيس مرجعيات علمية معتبرة او توحيد المرجعيات القائمة بما يحقق رسائل للإفتاء  مقنعة وواضحة تجاه الافكار الارهابية التكفيرية ودوافعها .

8- فضح تجارب الارهاب الفاشلة في العراق وسوريا والجزائر وغيرها عبر وسائل الاعلام المختلفة .

9- الفصل بين الجهاد الحقيقي الذي دعى اليه الاسلام وبين القتال الارهابي من خلال البحوث والكتب والمقالات ونشرها الى الامة .

10 بيان الصورة الحقيقة لدولة الاسلام بعد ان تشوهت الصورة من خلال ما يسمى بالدولة الاسلامية داعش.

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى