دور الإعلام في التقريب ما بين المذاهب في العالم الإسلامي
دور الإعلام في التقريب ما بين المذاهب
في العالم الإسلامي
محمود أحمد محمد شنب
ليسانس الدعوة الاسلامية – الإعلام – جامعة الأزهر
مقدم برامج بالإذاعة والتليفزيون المصري
الإعلام ودوره في التقريب ما بين المذاهب في العالم الإسلامي
للإعلام دورُ كبيرُ للغاية فالقائمون على الإعلام لهم إتجاهات وإنتماءات شتى ولهم العديد من الأفكار التي تدفعهم هنا أو هناك مع أو ضد أولاً مع ولا ضد وهو ما يسمى بالحيادية التامة ولكن للأسف ( الحياد التام ) أصبح نادراً وخاصة وقد أصبحنا في عصر الفضائيات، والفضائيات العربية غالباً ما تعمل وفق أجندة سياسية أو حزبية ولها إستراتيجية إعلامية تقوم بتمويلها رجال أعمال وحكومات، وأحزاب، ولذلك فإن كل ما يبث على هذه القنوات يكون مرتباً مسبقاً في سياق هذه الأحداث وتلك الاستراتيجيات بما يخدم المصالح الخاصة لرجال الأعمال (أصحاب القنوات )، ويخدم المصالح السياسية لهذا الحزب، أو يخدم صالح سياسية لدولة داخل دولة، مما يدفع الجماهير إلى إتجاه آخر تماماً إما أقصى اليمين وإما أقصى اليسار وذلك يتم برغبة وإدارة القائمين على وسائل الإعلام سواء كانت مقروءة مثل الصحافة، أو مسموعة مثل الراديو، أو المرئي مثل القنوات التليفزيونية، والقضائية التي تمتلئ بالكثير، والكثير من ( المعدين ومقدمي البرامج والمذيعين وكل هؤلاء لديهم المقدرة على برمجة أذهان الناس في المجتمع ، وتقديم كافة البرامج بجميع أشكالها. بما لها من تأثير على كافة المستويات إما على المستوى ( الإقتصادي أو الاجتماعي أو الفكري – الفني – الديني – إلخ ) .
ويقدم وجباته كُلها الدسمة، وغير الدسمة، والمفيدة، والضارة وبل السامة القاتلة في كثير من الأحيان، فليس كل ما يحمله الإعلامُ حقيقةً مُطْلقَةَ، فهناك الكثير من هذه القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية كما قلت من إذاعة أو صحافة
أو تلفيزيون أو هذه القنوات لا يقدم غير المعلومات المغلوطة وتتعمد إخفاء الحقائق وتحاول أن تقلب الحق إلى باطل والباطل إلى حق، وللأسف لا يصل حتى إلى أدنى درجات الصدق أو المصداقية.
أو تلفيزيون أو هذه القنوات لا يقدم غير المعلومات المغلوطة وتتعمد إخفاء الحقائق وتحاول أن تقلب الحق إلى باطل والباطل إلى حق، وللأسف لا يصل حتى إلى أدنى درجات الصدق أو المصداقية.
- والمتابع والمراقب المهتم بقضايا الإعلام ( عملاً وقراءة ومشاهدة أو سماعاً ) سيجد ما يتم بثُّهُ ونشره إنما هو إنحراف للدور الإعلامي الذي ينبغي أنه يكون صادقاً ومحايداً تماماً وحتى القوات الدينية إنساقت وإنزلقت مثل غيرها ولم تتبع الصدق والحيادة إتجهت للتشدد وإثارة الفتن الطائفية، وإشعال فتيل العصبية والقبلية ، والمذهبية والنزوع نحو تكريس الفكر المذهبي والطائفي وذلك يجعل إنتمائهم المتعصب بشدة يتقدم على إنتمائهم للدين والإسلام، وأيضاً يتقدم على الانتماء للوطن والدولة.
- يحدث هذا في الوقت الذي ينبغي أن يكون هناك تكريسُ وتعميق لمفهوم الأمة الإسلامية الواحدة ) وليس تكريساً لمفهوم الطائفية أو المذهبية أو القبلية.
نعم إن ما نجده اليوم إنما هو صناعة إيدينا وحصاد ألسنتنا وتوجيهات عقولنا حقيقة لابد من الوقوف عندها :
ألا وهي ( خطر الإعلام العربي ) على الإسلام ووحدة المسلمين فما نراه اليوم في إعلامنا العربي يشكل خطراً كبيراً وضرراً حقيقياً على وحدة العالم الإسلامي وذلك بتوجيه الإعلام المذهبي للناس ونشر التعصب وفكر التشدد، في الفضائيات التي ترتفع منها أصوات نشاز ضارة ومؤذية لكل مسلم في أي مكان وتساعد على التمزيق وعدم الوحدة وقطع أو أصر المحبة بين الأفراد بعضهم البعض، والدول ثم تقضي تماماً على وحدة الأمة الإسلامية بكاملها وذلك من خلال خطاب إعلام مسموم قائم في مجملة على التجريح والطعن في الآخرين، والسباب، والشتائم والتخوين،
فأين أخلاق الاسلام ؟
وأين ميثاق الشرف الإعلامي؟
ومتى يقوم الإعلام العربي والإسلامي بمسئوليته الأخلاقية والحضارية ؟
ليست مشكلة البشر في اختلاف الطوائف الدينية، أو المذاهب ولكن المشكلة الكبرى تكمن في خلق الصراعات من أجلها فالجشع والطمع وسيطرة الأنانيات، وأصحاب العقول المغلقة هم الذي يذكون نار الفتة، وأنا أتعجب من هذا كُلّه لماذا يحدث ؟
ولكن لأسباب عديدة منها:
- بَعْضُ الحكام يقفون موقف الرفض للتصالح تنفيذاً لرغبة أمريكا لإبقائهم على كراسي الحكم.
- وصنف ُ ُ آخر يخضع للصهيونية التي تخاف من الوحدة الإسلامية والتعاون الإسلامي لما سيثمرهُ هذا التَعاون الاسلامي من قُوة إقتصادية ضاربة، وقوة عسكرية جبارة – وتبادل فكري واقتصادي وسياسي، ومخابراتي داعم لها أي لهذه الدول مجتمعة مما ينبه على أي اختراق أمريكي أوْ صهيوني لأي دولة من دول العالم الإسلامي فهم يخافون دائماً من التنسيق الأمني بين دول العامل الإسلامي.
ولذلك من مصلحة الصهيونية العالمية وأمريكا أنْ تتبع سياسة ( فرق تَسُد ) بين دول العامل الإسلامي وكما فعلت قديماً تحاول الآن وخاصة بعد قيام الثورات العربية في معظم البلاد العربية والإسلامية وقضت على ( الخونة – والعملاء لصالح أمريكا والصهيونية ) لذلك فهي ما زالت تحاول بكل قُوَّةٍ أنْ تُقْْيد هذه الثورات وتحاول أن تُفْشِلَ نجاحها لأنها تخاف إذا نجحت هذه الثورات أن تتحد دول العالم الإسلامي وتُشكل جبهة متكاملة قوية للتصدي لمؤامراتهم وذلك [ يتحالف صفوة المفكرين والمثقفين وكذلك تكوين جيش إسلامي كبير وقوي مُسَّلحَ بالعلم والتكنولوجيا وأحدث التقنيات وبرمجيات الكمبيوتر التي ترصد تحركاتهم كما صنعت إيران وأمدت حزب الله بلبنان ضد إسرائيل مما أدى إلى هروب الجنود الإسرائيليين وانسحابهم، وذلك لأن حزب الله يمتلك تكنولوجيا تسليحاً دفاعياً وهجومياً متطوراً جداً وصناعة إيران لذلك فهم لا يريدون لإيران التقدم العلمي في التكنولوجيا والنووي لاعتبارها بلد إسلامي بصرف النظر عن توجيهه وتوجهه وذلك بإثارة الآتي عبر وسائل الإعلام المُوجَّه لصالح أمريكا والصهيونية العالمية من خلال الـ (CNN)، و ( BBC ) .
التي تدَّعي الحياد وهي كاذبة لأن المشرف على الأخبار والبرامج السياسية بها رجل يهودي مُتعصب كما أخبرني أحد زُملائي العاملين بها .
- وكذلك إستخدام الفضائيات العربية في الآتي:-
1- محاولة إقناع الناس بأن إيران تُريد الهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية وعودة الإمبراطورية الفارسية وذلك لإثارة الفرقة بين الدول العربية وإيران وكذلك زرع الكره والتخويف وتركوا الهيمنة الأمريكية ولم يتكلموا عنها أو يدينوها بأي نوع من الإدانة.
2- محاولة إسقاط الضوء كثيراً على مشكلة الجُزر الثلاث وأنها ليست لإيران وإنما تريد اغتصابها وتصويرها على أنها باغية ومعتدية أو سارقة ما يساعد ويزيد في التفرقة بينها وبين الدول العربية .
3- الإلحاح الإعلامي والتصعيد الإعلامي المستمر على أن إيران تريد امتلاك سلاح نووي وتصويرها على أنها دولة همجية ودموية تريد الحرب ولا تريد السلام بينما يغضون الطرف عن إسرائيل التي تمتلك كل أدوات القُوَّة والتسليح النووي والتي لم توقع على اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي حتى الآن.
وإليكم هذا السُؤال وإليكم هذا الكبير المضحك.
هل أمريكا تغار على الدين الإسلامي ؟
- بحجة أن الشيعة يشوشون على السنة دينهم ويأتون بما ليس في السنة.
- بِحُجَّة الَغْيَرة على الدين الإسلامي والقُرآن.
وذلك بتمويل بعض الفضائيات وأصحاب العقول المغلقة بزعمهم إيران عندهم مصحف مُحَّرف أسْمُهُ مُصْحف فاطمة وهم بذلك الغباء يُعطوا فرصة للنصارى أن يقولوا لهم إذاً لماذا تقولون إنَّ عندنا أكثر من إنجيل؟ وأنتهم أيها المسلمون عندكم أكثر من قُرآن وللأسف الناس يتبعون كل ناعق.
- وكذلك اختراق بعض الدول لدول أخرى وتسليط الضوء على السلبيات فقط كما تصنع قطر بقنوات الجزيرة وتخصيص قناة من قوات الجزيرة لمصر وهي ( الجزيرة مباشرة – مصر) .
وكذلك من السعودية يتم بث قناتي MBC)) لذلك حذر الكاتب الكبير الأستاذ/ محمد حسنين هيكل من الدور الإعلامي الذي تلعبه قطر في المنطقة بحجة حرية الإعلام وغيرها مثل الـ (BBC البريطانية ) التي تتدعي الحياد وهي ليست بحيادية والـ ( CNN ) .
- مما يُؤلب الناس ويحرض الجماهير، وينشر الفوضى بحُجة الحرية، وحرية الرأي، وحرية الإعلام والتعبير، وهذه الفوضى التي تحدثت عنها كُوندليزارايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة حين قالت لابد من وجود شرق أوسط جديد وذلك لن يكون إلا بإتباع ( نظرية الفوضى الخلاقة ) وما هي إلا بالفوضى الهدامة لهذه الدول ولأبناء هذه الشعوب الإسلامية .
الخلاصة:
دور الإعلام في التقريب ما بين المذاهب في العالم الإسلامي :
- عدم بث النزعات القومية والمذهبية والقبلية والإقليمية في وسائل الإعلام، والابتعاد عنها تماماً.
- التنبيه على خطر الفرُقة وأثر هذه الفرقة على ذهاب قوة الأمة الإسلامية.
- قال تعالى: ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .
- أي هيبتكم وقوتكم.
- الاستفادة من القوة الاقتصادية والموارد الطبيعية في الدول الإسلامية والتبادل التجاري يسبب الوحدة من قوة في الإقتصاد، وتبادل المنافع التجارية وزيادة القوة .
- التنبيه على أهمية تأسيس قوة إسلامية أو جيش إسلامي كبير من جميع الدول الإسلامية والعربية للدفاع عن مقدسات المسلمين مثل الكعبة، والحرم المدني، والمسجد الأقصى.
- الالتزام بالتنبيه في البرامج التليفزيونية والإذاعية على الخطر الصهيوني، وتهويد القُدس، والخطر الأمريكي الاستعماري أو التخريبي من حيث اللعب في العقول وتغيير الهوية والثقافة.
- الالتزام ببث برامج تجمع المسلين جميعاً على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم حتى يُعطوا رسالة لأعدائهم بالتحذير من الاستيلاء على اقتصادهم أو على التجرؤ على حربهم .
المؤامرات والمخططات ونظام الهيمنة والاستكبار العالمي والصهيونية الدولية
معرفة أعداد الصحوة الإسلامية من الإستعمار القديم إلى الإستعمار ما بعد الجديد والإستبداد الداخلي الساعين لإفشال الصحوة الإسلامية.
إن الصحوة تأتي إما بعد غفلةٍ أو نوم عميق وإذا كان هذا أو ذاك المهم أن تكون بعده يقظة، وهذه اليقظة تجعل الإنسان يفكر فيما حَلّ به أوْ وقع منه من تفريط أو ضياع ليستجمع قُواه مَرَّةً أخرى فيهب مُنتقضاً ثائِراً ليسترجع ما ضاع عليه أو منه من حقوق وقبل ذلك كله يقوم بما يجب عليه من واجبات وأول هذه الواجبات للمسلم في حاضرنا هي ( الصحوة الإسلامية ) وبالطبع هناك من لا يريد للمسلمين صحوة أبداً وهذا يمثل تحدياً كبيراً بين الخير والشر، والكفر، والإيمان والحق والباطل.
بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 والتي اعتبرها ثورة ثقافية وإسلامية واجتماعية أكثر مما أعتبرها ثورة بقوة السلاح، فقد ثار أناس كثيراً في تلك الأثناء على أنفسهم، على معاييرهم ومعطياتهم الثقافية التي جذبتهم
إلى الخلف لعقودٍ طويلة.
إلى الخلف لعقودٍ طويلة.
رأيت بعد تلك الثورة، هذا الكم الهائل من الائتلافات والأحزاب والمجالس والطوائف، التي إن دلت على شيء فهي تدل على التهلهل الثقافي والإسلامي الذي نحّيَا فيه إنها تدل أيضاً على تدخل أيادي اجنبية كثيرة منها أوروبية
أو أمريكية أو إسرائيلية أو عربية للأسف تحاول أن تفشل هذه الثورة وتأخذها إلى طريقٍ مسدود وأن تضع الزرائع والفتن بين أبناء الشعب الواحد مرةٍ بين القوات المسلحة وبين الثوار ومرةٍ بين الثوار والإخوان المسلين الذين وصولوا إلى الحكم ومرةٍ بإحياء النعرات الطائفية ومرةٍ أخرى بالتمويل الأجنبي من منظمات أجنبية لإفساد البلاد حتى تضرب ابناء الشعب الواحد بعضهم ببعض وأبناء الأمةِ كذلك وما ذلك إلا لتغلغل عدة أيديولوجيات آتية من إتجاهات كثيرة تعصف بالعقول لتقودها إلى جنون فكري عميق، فتتسائل تلك العقول هل أنا الصواب والآخرون هم الخطأ ؟ وتنهمر الاتهامات بالخيانة والعمالة كالرصاص من كل صوب وعلى كل حدب حتى تفشل هذه الثورات جميعاً.
أو أمريكية أو إسرائيلية أو عربية للأسف تحاول أن تفشل هذه الثورة وتأخذها إلى طريقٍ مسدود وأن تضع الزرائع والفتن بين أبناء الشعب الواحد مرةٍ بين القوات المسلحة وبين الثوار ومرةٍ بين الثوار والإخوان المسلين الذين وصولوا إلى الحكم ومرةٍ بإحياء النعرات الطائفية ومرةٍ أخرى بالتمويل الأجنبي من منظمات أجنبية لإفساد البلاد حتى تضرب ابناء الشعب الواحد بعضهم ببعض وأبناء الأمةِ كذلك وما ذلك إلا لتغلغل عدة أيديولوجيات آتية من إتجاهات كثيرة تعصف بالعقول لتقودها إلى جنون فكري عميق، فتتسائل تلك العقول هل أنا الصواب والآخرون هم الخطأ ؟ وتنهمر الاتهامات بالخيانة والعمالة كالرصاص من كل صوب وعلى كل حدب حتى تفشل هذه الثورات جميعاً.
حتى تظل هذه الدول بئر الذهب الذي يستعينون به لكي يحبيوا هم وندفن نحن تحت الركام إن هذا العمل ( البحثي ) يشرح خطورة تطور الاستغلال على مر السنوات، وكل خطوة فيه تؤدي إلى الخطوة التي تليه.
في هذا البحث ، نلقي الضوء على وقائع تاريخه موثقه ( 1750 – 2011 )، إنه تقويماً تاريخياً للأحداث منذ بداية الثورة الصناعية واستقلال الولايات المتحدة.
أما لماذا اخترت أن ابدأ من 1750؟ فلأسباب عده أولها أنها بداية الأخطبوط الجديد ( الولايات المتحدة ونشأتها ) ثانيهما أنهها فترة تسبق الثورة الفرنسية ومن بعدها نابليون بونابرت في الفكر الأوروبي وتوجهاته نحو العالم وثالث تلك الأسباب أنها الفترة التي سبقت بوقت ليس بيعيد، إنفتاح مصر على العالم وانطلاق إمبراطورية مصرية وعصر نهضة واخيراً وليس أخر أنها الفترة التي دفعت الثورة الصناعية لكي تظهر للوجود كي تشيح بوجهها الحسن ووجهها القبيح
على العالم لأن هذا هو التاريخ الذي يبني عليه الحاضر والمستقبل .
على العالم لأن هذا هو التاريخ الذي يبني عليه الحاضر والمستقبل .
هنا نحن نشرح ونحلل فعلياً أغوار الصراع الأوروبي – الأمريكي – الروسي للهيمنة على الموارد الطبيعية لهذا الكوكب.
هذا الصراع تلعب فيه تلك الدور دور اللاعب الرئيسي تارة بإتحادها وتارة منفردة أما الدول الأخرى ( دول العالم ) تلعب أدوار المتفرجين والمشجعين.
أنها تقويماً لمأتى ونيف عام من الاستغلال، لكي تتفهم الأجيال المصرية والعربية وكل من هم واقعين تحت نير الاستغلال من الشعوب، يتفهموا أنه يجب أن يكون لهم اجنداتهم الخاصة.. لا لإحتلال الآخرين واستغلالهم بل لتنمية أنفسهم واعتمادهم واكتفائهم الذاتي على أنفسهم وبأنفسهم.
في سنة 1750 عند منتصف القرن الثامن عشر تكونت على الشاطئ الشرقي لأمريكا الشمالية ثلاث عشر مستعمرة بريطانية (كانت هي نواه الولايات المتحدة الأمريكية) وكنتيجة للهجرة الأوروبية المتواصلة وكذلك بعض الهجرات العربية فأصبحت تلك المستعمرات تنتمي لجنسيات وديانات متعددة كونت ثقافتها الخاصة وفكرها المميز وكذلك تعريفها وإيمانها بالحريات وفي نفس الوقت نمت إيمان ساكنيها بتفردهم وقدراتهم فتولدت الغطرسة الأمريكية.
1768 – 1774 ( الحرب السادسة ) الحرب الروسية العثمانية: ولا يخفي على القارئ أن روسيا دائماً كانت لديها أطمع في الدولة العثمانية وممتلكاتها الساحلية التي كانت دائماً محل أطماع للروس ليجدوا لأنفسهم منفذاً على البحار الدافئة والتجارة مع الشرق والغرب، نظراً لأن كل السواحل الروسية مغلقة أمام الملاحة طوال العام وأيضاً طرقها البرية لظروف الطقس ولا منفذ لها تجارياً إلا من خلال منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط ومضيق البوسفور.
في سبيل ذلك كانت روسيا تتبنى سياسة الطابور الخامس، بأن تثير القلاقل وتقوي النزعات الانفصالية في ولايات الدولة العثمانية لتضعها من الداخل حتى تستطيع هزيمتها عسكرياً.
في تلك الأثناء وجد الروس ضالتهم في " على بك الكبير " الرجل الثاني في ولاية مصر والرجل الأول فعلياً فأمدوه بالمال والسلاح ( كاترينا العظمى – قيصر روسيا) حتى يضم ممتلكات الدول العثمانية في الشام إلى مصر ويعلن انفصاله.
1771 وبالفعل استطاع على بك الكبير الاستيلاء على أجزاء من الحجاز والشام لكن العثمانيين كانت لهم مخططات أخرى للتعامل مع تلك المواقف ألا وهي إشاعة الفتنة والقلاقل بين البكوات حتى يتقاتلوا ويضعفون بعضهم البعض فمولوا محمد بك أبو الذهب بالمال وأوقدوا نيران مطامعه في السلطة فأنقلب على سيده وانتهى المقام بعلي بك الكبير بالهروب إلى الشام 1773 .
1794 وفي مارس بعد أربة أشهر من مناقشات الكونجرس تم تخصيص حوالي 700.000 دولار لبناء سته بوارج حربية.
1799 تم تدشين 3 بوارج من البوارج الست بإجمالي 124 مدفعاً وعليها قوة تدعي كتائب سلاح البحرية ( نواه المارينز ) . وأطلق عليهم.
United states, Constitution and Constellation
وهذا يعكس الفكر الأمريكي منذ نشأة دولتهم وهو فرض اليهمنة الاقتصادية بقوة السلاح في حالة فشل القوات الدبلوماسية أي أن السعي إلى الهيمنة قائم ودائم بأية وسيلة.
وتمكنت تجارة الخمور الأمريكية المعروفة باسم Boston parti wlar من أن تصبح رائدة في تجارة وصناعة الخمور حيث كان يتم مبادلتها بالأفيون التركي لاستخدامه في الدواء ( بداية الهيمنة عل صناعة الدواء ) وأصبحت عشرون في المائة من الصادرات الأمريكية تصدر إلى البحر المتوسط.
ولاحظ هنا استبدال مشروبات روحية بمواد مخدرة وهي تعتبر مبادلة في نفس السلعة ولكن للأفيون استخدامات تجارية واقتصادية عظيمة مثل صناعة الدواء في حين أن الخمور لا يعاد استخدامها و تصنيعها بل تستهلك فقط كما هي. وهو فكر ينم عن عبقرية شريرة لاستخدام موارد البلاد الأخرى ومبادلتها بشيء غير مدي بدلاً من شرائها بالنقود!.
ترى فيما يفكر اليهود حول العالم في هذا الوقت ؟
لن نتحدث هنا عن تاريخ اليهود القديم، ولكننا سنبدأ منذ 1750 ماذا كان وضعهم حول العالم؟
بعد طرد اليهود من اسبانيا والبرتغال في القرن السادس عشر، بدأ حوالي 300 ألف يهودي من المطرودين يتجهون شرقاً إلى موطنهم الأصلي.
وتوالت أنذارك هجراتهم إلى مصر وسوريا وفلسطين وشمال أفريقيا وأيضاً إلى تركيا وبدأوا في الاستيطان هناك.
ولم تمر سنوات حتى ما لبثوا أن سيطروا على التجارة في تلك المناطق، فبحكم فكرة أنهم منبوذون ومكروهون حول العالم ارتأوا أن تعزز القوة الاقتصادية من مكانتهم وتعطيهم السلطة والنفوذ.
وبالفعل قد تمكنوا من الثراء الفاحش نتيجة لذلك، حتى أن أسره ط منديس" التي تعد من اغنى العائلات اليهودية بتركيا وقد بلغ من ثراء مؤسسها " يوسف منديس" أنه قد عين مستشاراً للسلطان العثماني ومنحه السلطان نظير أخلاصه في العمل إقليم " طبرية" في فلسطين التي حولها " يوسف" إلى مركزاً صناعياً وتجارياً هاماً.
وتعد تلك من المحاولات الأولى للإستيطان اليهودي في فلسطين في العصور الحديثة ( عصر السلطان سليمان الكبير والسلطان سليم الثاني كان في الفترة من ...... إلى ...... ).
واستوطن يهود آخرون في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا وروسيا البيضاء وبولندا وليتوانيا.
وبقى البعض من اليهود في غرب أوروبا، على الأخص في ألمانيا وفرنسا وتشير الإحصائيات أنه عند نشوب الثورة الفرنسية 1973 كان في فرنسا قرابة 100 ألف يهودي وفي الإمارات الجرمانية ( ألمانيا فيما بعد ) قرابة ألـ 300 ألف يهودي وكان من بينهم كبار رجال المال الذين يتحكمون في الاقتصاد الأوروبي ووصل بهم الأمر أنهم هم من كانوا يوفرون القروض للملوك ولتجهيز الجيوش.
وعلى الرغم من ذلك فلقد كانت الأغلبية منهم تعاني الفاقة والفقر ناهيك عن العزل الاجتماعي والانعزال الثقافي والقهر ولكن هؤلاء الفقراء كانوا يعتمدون على سطوه الأغنياء منهم.
أما في روسيا، فقد كانت الحياة جحيماً بالنسبة لليهود، فقد كان " إيفان الرهيب" قيصر روسيا ( قيصر روسيا ) يرى أنهم أفاقين وأعداء للمسيح، فحصرهم في المناطق البولندية مع فرض ضرائب مزدوجة عليهم.
أما في الولايات المتحدة ( الأرض الجديدة آنذاك ) حاول اليهود الاستقرار في أمريكا الشمالية ولكن كانوا يقابلوا بالرفض في مناطق كثيرة بحجة أنهم أعداء المسيحية، ولكن السلطات البريطانية سمحت لهم بالبقاء في بعض المستعمرات بشرط ن يعولوا أنفسهم عن طريق اقتصادهم الخاص ولا يختلطوا تجارياً مع الآخرين.
وكما سبق أن أوردنا فإن شعور اليهود الدائم بأنهم مكروهين ومنبوذين، يدفعهم دوما للسيطرة على المال والاقتصاد وهذا ما حدث بالفعل .
فسرعان ما أصبحت " نيويورك " 1776 مقراً للنشاط التجاري اليهودي.
بل وتفوقوا وأصبحوا هم أكبر ملاك السفن في أمريكا.
بيد أن الأسطول التجاري للولايات المتحدة كان تقريباً ملكاً لليهود.
وعلى الرغم من أن كل تجارتهم قبل حرب الاستقلال كانت مع بريطانيا.