وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 233 @ عن قصد وإنما اتفق أنه جمع أوراق نظمه ثم أفرد منها ما لا يرتضيه ليغسله ففاجأه بعض أصحابه فقام لتقيه وأمر بعض من كان عنده بغسل الأوراق التي عن يمين مجلسه فاشتبه الأمر عليه بحيث غسل ما كان يحب بقاءه فلما عاد سقط في يده وغسل الباقي وأكثر حينئذ من النظر في الفقه والمداومة على الاشتغال به بل وتردد إلى الشرواني للقسرة عليه لأجل بعض الرؤساء من أصحابه فولع به جماعة من الشبان ونحوهم تلحينا وردا فتحمل وتجرع كل مكروه من ذلك وما وجد قائما يردعهم وآل أمرهم معه إلى أن أبرز مصنف ملقب بجامع المارداني فيه من الهجو ونحوه ما ليس بمرضي مما الحامل عليه الحسد وهو مع ذلك يكابد ويتجلد ولم يقابل أحدا منهم بنظم ولا نثر ثم رام قطع هذه الحادثة ) .
فأنشأ السفر إلى الحج فحج وزار المدينة النبوية وعاد في البحر فأقام يسيرا وصار يتودد لأكثر من أشرت إليهم ثم رجع بعد صلاته على العلم البلقيني إلى الحرمين في البحر أيضا وصحبته ميبرات لأهلهما فوصل المدينة في رمضان سنة ثمان وستين فأقام بها حتى رجع إلى مكة صحب الركب الشامي فحج ثم عاد إليها أيضا فأقام بها إلى نصف شعبان من التي تليها ثم رجع من الينبوع إلى مكة فاستمر بها إلى ربيع الأول لسنة سبعين فشهد المولد ثم رجع في البحر إلى المدينة أيضا فأقام بها حتى مات مبطونا في ثالث عشر شوال من السنة بعد أن تعلل معظم رمضان ودفن بالبقيع بين السيد إبراهيم والإمام مالك رضي الله عنهما وغبط بذلك كله وتفرق الناس جهاته . وكان رحمه الله فاضلا بارعا ذكيا وجيها حسن المحاضرة والمفاكهة والمعاملة كثير التخيل كثير التحري في الطهارة مداوما على الضحى والإكثار من الصيام والقيام والتلاوة مع خضوع وخشوع متحرزا في ألفاظه وتحسين عبارته متأنقا في ملبسه ومشيته ومسكنه وخدمته وهيبته عطر الرائحة حسن العمة بهجة في أموره كلها بارا بكثير من الفقهاء والفقراء ساعيا في إيصال البر إليهم حسن السفارة لهم وبغيرهم ممن يقصده من جيرانه فمن دونهم مقبول الكلمة خصوصا عند الزيني بن مزهر صاحبه وقد جر إليه خيرا كثيرا وحصل لفقراء الحرمين بواسطته بر وفضل ، وبالجملة فكان في أواخر عمره حسنة من حسنات دهره ، ومما بالغ في أذيته وتقبيح سيرته وطويته ورميه الدائم بالعظائم البقاعي بحيث قال لي صاحب الترجمة قد عجزت عن استرضائه ليكف كل ذلك لكونه لما بلغه قوله في قصيدة وما أنيسي إلا السيف في عنقي قال يستحق مع ملاحظة كون الناس استحسنوا