[ 57 ] وقال الله عزوجل في حال طفوليته: (وحرمنا عليه المراضع من قبل) وقال تعالى: (ولتصنع على عينى إذ تمشى اختك فتقول هل ادلكم على من يكفله فرجعناك إلى امك كى تقر عينها ولا تحزن) الآية (1). هذا عيسى بن مريم قال الله عزوجل فيه: (فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) إلى قوله (انسيا) (2) فكلم امه وقت مولده وقال حين اشارت إليه قالوا (كيف نكلم من كان في المهد صبيا) (انى عبد الله آتانى الكتاب) (3) إلى آخر الآية. فتكلم عليه السلام وقت ولادته، واعطى الكتاب والنبوة، واوصى بالصلاة والزكاة في ثلاثة ايام من مولده، وكلمهم في اليوم الثاني من مولده. وقد علمتم جميعا ان الله خلقني وعليا من نور (4) واحد، وانا كنا في صلب آدم، نسبح الله تعالى، ثم نقلنا إلى اصلاب الرجال وارحام النساء، يسمع تسبيحا في الظهور والبطون في كل عهد وعصر إلى عبد المطلب، وان نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وامهاتنا حتى تبين اسمائنا مخطوطة بالنور على جباههم. ثم افترق نورنا، فصار نصفه في عبد الله، ونصفه في ابى طالب عمى، وكان يسمع تسبيحنا من ظهورهما، وكان ابى وعمى إذا جلسا في ملاء من قريش، وقد تبين نوري من صلب ابى ونور على من صلب ابيه إلى ان خرجنا من اصلاب ابوينا وبطون امهاتنا، ولقد هبط حبيبي جبرئيل عليه السلام في وقت ولادة على عليه السلام فقال (5): يا حبيب الله الله يقرئك (6) السلام ________________________________________ 1) طه: 39. 2) مريم: 24 - 26. 3) مريم: 29 - 30. 4) في روضة الواعظين: خلقني وعليا نورا واحدا. 5) في روضة الواعظين: فقال لى. 6) في المصدر والبحار: يقرء عليك السلام. ________________________________________