وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 28 ] ويرده ان الوضع سواء كان اعتباريا، ام كان هو الالتزام والتعهد النفساني، ام تنزيليا، فهو يكون متحققا قبل الاستعمال، واستعمال في المعنى، أو التصريح به يكون مبرزا لذلك، فدائما يكون الوضع قبل الاستعمال. مع ان المتكلم لابد وان يلاحظ اللفظ مستقلا في مقام الاستعمال دائما كى يصح الاستعمال. وانما يلاحظه السامع المخاطب آلة. فان حقيقة الاستعمال القاء اللفظ الى المخاطب لينتقل ذهنه من اللفظ الى المعنى، ويحمل عليه المتكلم بما اراده. فاللاحظ آلة، هو المخاطب دون المتكلم. والمتكلم لابد وان يلاحظ مستقلا، فيكون فعل المتكلم من قبيل جعل المرآة، وسماع المخاطب من قبيل النظر الى المرآة ليرى نفسه. ومن الوضح ان جاعل المرآة لا ينظر إليها آلة. فتدبر فانه دقيق. اضف الى ذلك، ان الوضع عبارة عن جعل اللفظ بحيث يكون حاكيا، والاستعمال هو جعله حاكيا فعليا، وهو لازم لجعله بحيث يكون حاكيا، فكما انه في الانشائيات ربما يجعل الشئ بنفسه، كجعل الوجوب والحرمة، وتمليك العين في الهبة، وربما يجعل الشئ بجعل لازمه، كجعل العقاب على ترك الفعل، أو الاتيان به، وتسليط المتهب الذى هو لازم التمليك، كذلك في الوضع، يمكن جعله مستقلا، ويمكن جعله بجعل لازمه وهو جعل اللفظ حاكيا فعليا بالاستعمال. وايضا اورد عليه: بان الاستعمال يتوقف على كون اللفظ مفهما فعلا، وهو يتوقف على الوضع، فإذا كان الوضع حاصلا بالاستعمال، كما هو المفروض، يلزم الدور. وفيه ان كون اللفظ مفهما بلا قرينة يتوقف على الوضع، والاستعمال انما يتوقف على كونه مفهما ولو مع القرينة فلا دور. فالوضع التعييني بقسميه خال عن الاشكال. واما الوضع التعينى فان بلغ فيه الاستعمال الى حد حصل الارتباط بين اللفظ والمعنى، بحيث كان ينتقل الذهن الى المعنى من سماعه ولكن لم يضع احد ذلك اللفظ لذلك المعنى، لم يتحقق الوضع لعدم التعهد، والاعتبار، والتنزيل. وان وضع احد أو جماعة، وابرزه ولو بالاستعمال، فهو يرجع الى الوضع التعييني. وبالجملة ان الاستعمال وان ما بلغ، لا يؤثر بوجوده الخارجي في حصول ________________________________________