وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومدى ما كان بين الفريقين من ارتباط ومراودة، وإذا انقطعت هذه المراودة زمنا، فإنما يعود ذلك إلى خوف من جهاز الخلافة الحاكمة. سيرة أتباع الأئمة وإذا تقدمنا مع الزمن إلى القرن الثالث والرابع سنجد سيرة علماء مدرسة أهل البيت تنهج نفس طريق الأئمة في الموقف التقريبي. الشيخ المفيد رضوان الله عليه الذي أقامت مدينة «قم» قبل سنوات الذكرى الألفية لوفاته كان له أساتذة وتلاميذ كثيرون من أهل السنة، وعلي بن عيسى الرماني (296 ـ 384هـ) من علماء المعتزلة، هو الذي سماه بالمفيد في قصة يطول شرحها تبين نموذجا رائعا من الحوار الرصين والموقف المبدئي العلمي بين أهل السنة والشيعة. وتلميذاه السيد مرتضى علم الهدى (354 ـ 436 هـ) وأخوه السيد الرضي (359 ـ 406 هـ) كانت لهما علاقات واسعة مع علماء أهل السنة، وأساتذتهما من علماء السنة بقدر أساتذتهما الشيعة. وحضر دروسهما ومجالسهما السنة والشيعة معا من العلماء والأدباء والشعراء. والسيد الرضي في كتابه التفسيري القيم «حقائق التأويل» يروي غالبا عن علماء أهل السنة، ومتى ما ذكرهم يترحم ويترضى عليهم. والكتاب وحده لا يبين مذهب كاتبه هل هو سني أم شيعي، وحصل هذا الترديد بالفعل لبعض أصحاب التراجم. ومع أن تشيعه ثابت من خلال كتاب «خصائص الأئمة» و«نهج البلاغة» وكتبه الأخرى غير ا أن سلوكه كان منسجما مع سيرة أئمة أهل البيت في التعامل مع من يختلفون معه بعض الآراء.