وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

مجتمع من الاختلاف، ويكون جميع أفراده على رأي واحد في جميع شؤونه، وهذا النوع من الاختلاف غير مذموم في الإسلام، مادام المختلفون مخلصين في بحثهم، باذلين وسعهم في تعرّف الحق واستبانته، بل إنه ليترتب عليه كثير من المصالح، وتتسع به دائرة الفكر، ويندفع به كثير من الحرج والعسر، وليس من شأنه أن يفضي، ولا ينبغي أن يفضي بالمسلمين إلى التنازع والتفرق، ويدفع بهم إلى التقاطع والتنابز. ولقد كان أصحاب رسول الله(ص)، والتابعون لهم بإحسان، والأئمة عليهم الرضوان، يختلفون، ويدفع بعضهم حجة بعض، ويجادلون عن آرائهم بالتي هي أحسن، ويدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم نسمع أن أحدا منهم رمى غيره بسوء، أو قذفه ببهتان، ولا أن هذا الاختلاف بينهم كان ذريعة للعداوة والبغضاء، ولا أن آراءهم فيما اختلفوا فيه. قد اتخذت من قواعد الإيمان وأصول الشريعة التي يعد مخالفها كافرا أو عاصيا لله تعالى، وقد كانوا يتحامون الخوض النظريات، وفتح باب الآراء في العقائد وأصول الدين، ويحتمون فيها بالمأثور، سداً لذريعة الفتنة، وحرصا على وحدة الأُمة، وتفرغا لما فيه عزهم وسعادتهم وارتفاع شأنهم، ولذلك كانوا أقوياء ذوي عزة ومهابة: «أشداء على الكفار رحماء بينهم»([22])..» مما تقدم نفهم أن الاختلاف المذهبي نفسه ليس مدعاة للنزاع، اللهم إلاّ إذا اقترن بحالة الجهل أو استغلته الأطماع الدنيوية، حينئذ تثور النزاعات وتسفك الدماء، باسم الدين، وليس للدين في الواقع دور فيها، بل إنها تتعارض مع روح الدين وشريعته السمحاء.