وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

القرآن إلاّ آياً تعدّ علّمهنّ إياه جبريل[235]. أي أنّه (صلى الله عليه وآله) لم يكن يفسّر إلاّ القلائل من الآيات، تلك القلائل أيضاً كان بوحي وتوقيف، ولم يكن عن فهمه. وروي عن إبراهيم قال: «كان أصحابنا يتّقون التفسير ويهابونه». * * * قال ابن كثير: «فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف، محمولة على تحرّجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم فيه، فأمّا من تكلّم بما يعلم من ذلك لغةً وشرعاً فلا حرج عليه. ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة; لأنّهم تكلّموا فيما علموه وسكتوا عمّا جهلوه، وهذا هو الواجب على كلّ واحد، فإنّه كما يجب السكوت عمّا لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سُئل عنه ممّا يعلمه; لقوله تعالى: (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَتَكْتُمُونَهُ)[236]». وبعين ذلك ذكر ابن تيميّة في مقدمته[237]. وقال ابن جرير الطبري: «إنّ معنى «إحجام» من أحجم عن القيل في تأويل القرآن وتفسيره من علماء السلف، إنّما كان إحجامه عنه حذراً أن لايبلغ أداء ما كلّف من إصابة صواب القول فيه، لا على أنّ تأويل ذلك محجوب عن علماء الأُمّة غير موجود بين أظهرهم».[238] قلت: والدليل على صحّة ذلك أنّ من تحرّج من القول في معاني القرآن من السلف كانوا هم القلّة القليلة من الأصحاب والتابعين، أمّا الأكثريّة الساحقة من علماء الأُمّة ونبهاء الصحابة فقد عنوا بتفسير القرآن وتأويله عنايةً بالغةً، كانت الوفرة الوفيرة من رصيدنا اليوم في التفسير.