وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فهذا المعنى العرفانيّ الرقيق مستفاد من فحوى الآية، ومستنبط من بطنها بالمناسبة، من غير أن يكون ذا صبغة تفسيريّة، أو بياناً للمراد من الآية بالذات. وقد صرّح بذلك الإمام القشيري في تفسيره للبسملة، قال: «وقوم عند ذكر هذه الآية يتذكّرون من الباء برّه بأوليائه، ومن السين سرّه بأصفيائه، ومن الميم منّته على أهل ولايته، فيعلمون أنّهم ببرّه عرفوا سرّه، وبمنّته عليهم حفظوا أمره، وبه سبحانه وتعالى عرفوا قدره» إلى آخر ما ذكره بهذا الصدد.[156] تراه لم يجعله تفسيراً للآية، وإنّما هو تذكّر قلبي عند استماعها أو استماع حروفها، من قبيل الخواطر القلبيّة محضاً، من غير أن يكون تحميلاً على القرآن، أو تفسيراً بالرأي. وهكذا ذكر الإمام الخميني ـ طاب ثراه ـ في رسالته في آداب الصلاة: أنّ أكثر ما أورده تبييناً للآيات في المقام، إنّما هي مصاديق للمفاهيم; استفادة من لحن الخطاب، وبيان لمراتب الحقائق المنطوية عليها الآيات، ومن غير أن يرتبط بباب التفسير ذاته، فلا يكون من التفسير بالرأي في شيء. هذا بشأن أهل الاعتدال منهم، وأمّا أرباب الشطط منهم فلنا معهم مقال آخر في مجال يأتي. تأويل أو أخذ بفحوى الآية العامّ: وبتعبير أدقّ كانت تأويلات أهل التحقيق أخذاً بفحوى الآية العامّ، المستحصل من بطن الآية، حيث استخلاص مفهوم عامّ بعد إعفاء الخصوصيّات المكتنفة غير الدخيلة في أصل المقصود، فكان أخذاً بدلالة الالتزام ـ وقد كانت خفيّة ـ بعد تبيين، ومن ثم كانت جارية مجرى ظاهر السياق، وعلى أساليب مفاهيم الكلام عند