وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

النحو التالي: «أصل الوقوف على معاني القرآن التدبّر والتفكّر، واعلم أنّه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي حقيقةً، ولا يظهر له أسرار العلم من غيب المعرفة، وفي قلبه بدعة أو إصرار على ذنب، أو في قلبه كبر أو هوىً أو حبّ الدنيا، أو يكون غير متحقّق الإيمان، أو ضعيف التحقيق، أو معتمداً على قول مفسِّر ليس عنده إلاّ علم الظاهر، أو يكون راجعاً إلى معقوله (رأيه الخاصّ)، وهذه كلّها حجب وموانع، وبعضها آكد من بعض»[138]. لاشكّ بعد هذا كلّه أنّ تفرقة الخطاب الديني المعاصر بين التفسير والتأويل تفرقة صحيحة، فإذا كان التأويل يعتمد على حركة ذهن المؤوّل في مواجهة النصّ، أن لا يفتح ذلك الباب واسعاً على مصراعيه للخلافات المؤدّية إلى الشقاق، شقاق له جذوره في تعارض المصالح بين المستغلّين. نعم، ليس معنى ذلك أنّ التأويل الموضوعي للنصّ الديني أو الأدبي مطلباً عسير التحقيق كما تبالغ بعض اتجاهات فلسفة التأويل المعاصر، فنفي الموضوعية في حقيقته تكريس للذاتيّة، إنّ الموضوعيّة التي يمكن تحقيقها في تأويل النصوص موضوعيّة ثقافيّة مرهونة بالزمان والمكان، وليست موضوعيّة مطلقة، لا موضع لها إلاّ على مسرح الوهم والخيال، ومن إبداع أيديولوجيّة الغرب الاستعماري. إنّ هذه الموضوعيّة الثقافيّة تتحقّق بتحرّي القارئ استخدام كلّ طرائق التحليل وأدواته لاكتشاف دلالة النصّ، كما تحقّق من خلال استغراق المؤوّل في أعماق النصّ سعياً لسبر أغواره، ولا على المؤوّل تثريب بعد ذلك أن تتطوّر أدوات التحليل وطرائقه في عصر تال، وتكتشف في النصّ جوانب لم تكتشف قبل ذلك، إنّ حركة النصّ في الزمان والمكان ليست إلاّ حركة في واقع حيٍّ متطوّر، واكتشاف دلالات جديدة للنصوص لا يعني إسقاط الدلالات التي كشفت قبل ذلك من هذه النصوص.