وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الدُّنْيَا والآخرة)[56]، ولا يتروّغ مراوغة الزائف الغاشم، ليترصّد متشابهات الأمور، فيأخذ من خلالها أهدافه في العبث والفساد في الأرض، (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)[57]. لا هذا ولا ذاك، وإنّما هي وقفة حازمة، وقفة الفاحص النابه، وسوف تدركه عناية الله سبحانه ليحتضن الحقيقة على جلائها وصفائها بفضله تعالى، (وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاََ سْقَيْنَاهُم مَاءً غَدَقاً)[58]. إذن كان قولهم: (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِندِ رَبِّنَا) تمهيداً لطلب الحقيقة، ونقطة باعثة على البحث والفحص عنها، وفي النهاية الوصول اليها. والله هو الهادي إلى سبيل الرشاد. وثمّة شبهة أخرى ذكرها الفخر الرازي في المقام، وهي: أنّ الله تعالى مدح الراسخين في العلم بأنّهم يقولون آمنّا به، فلو كانوا عالمين بتأويله لم يكن لهم في الإيمان به مدح; لأنّ كلّ من عرف الحقيقة فلابدّ أن يؤمن بها، فهو مطبوع على الإيمان حينذاك، فلا موضع للمدح فيه[59]. لكنّا ذكرنا أنّ المتشابه متشابه في بادئ النظر حتّى بالنسبة إلى الراسخين في العلم، لكنّهم ـ بفضل رسوخهم في العلم وإيمانهم الثابت ـ لايتزعزعون، وسوف يعلمون تأويله بعد الجدّ والاجتهاد، وهذا هو الذي يستدعي مدحهم والترفيع بجانبهم. ثمّ ليس كلّ من عرف الحقّ أذعن له وآمن به، وهناك الكثير من زائغي القلب ممّن يلمس الحقّ ثمّ يجحده، (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً)[60].