وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقال أبو روق: إنّها تكتب للكفّار، وذلك أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يجهر بالقراءة في الصلوات كلّها، وكان المشركون يقولون: (لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ). فربّما صفّقوا وربّما صفّروا وربّما لغطوا; ليغلّطوا النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فلمّا رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك أسرّ في الظهر والعصر وجهر في سائرها، وكانوا يضايقونه ويؤذونه، فأنزل الله تعالى هذه الحروف المقطّعة، فلمّا سمعوها بقوا متحيِّرين متفكّرين، فاشتغلوا بذلك عن إيذائه وتغليطه، فكان ذلك سبباً لاستماعهم وطريقاً إلى انتفاعهم. وقال الأخفش: إنّما أقسم الله بالحروف المعجمة، لشرفها وفضلها، ولأنّها مباني كتبه المنزلة بالألسن المختلفة، ومباني أسمائه الحسنى وصفاته العليا، وأُصول كلام الأُمم بما يتعارفون ويذكرون الله ويوحّدونه، وكأنّه أقسم بهذه الحروف أنّ القرآن كتابه، وكلامه لا ريب فيه. وقال النقيب: هي النبهة والاستئناف; ليعلم أنّ الكلام الأوّل قد انقطع، كقولك: ولا، إنّ زيداً ذهب. وأحسن الأقاويل فيه وأمتنها، أنّها إظهار لإعجاز القرآن وصدق محمد (صلى الله عليه وآله); وذلك أنّ كلّ حرف منه، من هذه الحروف الثمانية والعشرين[498]. والعرب تعبّر ببعض الشيء عن كلّه، كقوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لاَيَرْكَعُونَ )[499] أي: صلّوا لايصلّون. وقوله: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ )[500] فعبّر بالركوع والسجود عن الصلاة إذ كانا من أركانها.