وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأيضاً قول الشاعر: عجبت من نفسي ومن إشفاقها *** ومن طراد الطير عن أرزاقها في سنة قد كشفت عن ساقها *** حمراء تبري اللحم عن عراقها قال: ونحو ذلك قال أهل التأويل، فعن سعيد بن جبير: (يُكْشَفُ عَن سَاق) عن شُدّة الأمر. وعن ابن عبّاس: هي أشدّ ساعة في يوم القيامة[30]. وبعد، فلا إشكال في وجه الآية حسب سياقتها الذاتيّة وفق أساليب العرب الدارجة، فليتدبّر. وكذا قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)[31]، استند إليها أبو الحسن الأشعري لجواز رؤيته تعالى في الآخرة، قال: «يعني: رائية»، واستدلّ بأنّ «النظر إذا ذكر مع الوجه، فمعناه: نظر العينين اللتين في الوجه، ولايصحّ أن يراد نظر: الانتظار والتوقّع، كما زعمه أهل الاعتزال، إذ نظر الانتظار لايُقرن بإلى..»[32]. ولشناعة هذا الرأي، حاول الأُستاذ الشيخ محمّد عبده تأويله بإرادة كمال المعرفة بالذات[33]. ولكنّها محاولة من غير جدوى بعد صراحة كلام الأشعري في الرؤية بالبصر، وعنون مقاله: بإثبات رؤية الله بالأبصار، لا بالبصائر. والذي يبطل قوله هو أنّ ما استدلّ به لايتوافق مع اللغة، فهناك في الشعر العربي الجاهلي ما يناقض حجّته، قال الشاعر: وجوه يوم بكر ناظرات *** إلى الرحمان تنتظر الفلاحا[34] فجاء النظر مذكوراً مع الوجه ومقروناً بإلى، مراداً به الانتظار والتوقّع.