وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

المعتمدة عند الفريقين، والتي تشير إلى وجود جذور صحيحة في الفكر الإسلامي الأصيل لقضية الوحدة والتقريب بين أطياف المسلمين طالما كانوا يؤمنون بما أُنزل على النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولم ينكروا ضرورةً من ضرورات الدين الحنيف. ولذلك يعدّ هذا الكتاب الذي قام بتأليفه مشكوراً حجة الإسلام السيد شهاب الدين الحسيني، وبإشراف آية الله الشيخ التسخيري حفظه الله، من ضمن التيار المقابل الذي يشدّد على دور عامل الوحدة والتقريب في قلب الواقع الإسلامي إلى الأفضل، ويؤكّد أنّه مفتاح تقدّم الأُمة ورقيّها، وأنّ بذرة الانحطاط والتدهور إنّما تنمو في غياب هذا العامل، وتترعرع في ظلّ التباغض والفرقة بين أبناء هذه الأمة الكبيرة. وهذا ما دعا مركزنا العلمي التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلى النهوض ـ كعادته ـ لتقديم المساعدة والعون من أجل إخراج هذا الكتاب بالصورة الجميلة، وطبعه ونشره، ليتسنّى للقارئ اللبيب مطالعته، ويحظى بفرصة قراءته، إيماناً من هذا المركز بأنّ الاعتقاد بضرورة الوحدة القائمة على أُسس إسلامية صحيحة، حيث يتوّجها التعاون والتفاهم وعدم إلغاء «الغير»، هو الخطوة الأُولى باتّجاه الأمام، والمرحلة الأهمّ نحو إرساء دعائم الوحدة الحقيقية. تماماً كما صنع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) حينما وجد أمامه الطريق وعراً، وعسير المسلك وهو يواجه الوثنية والشرك من جهة، والمنافقين واليهود من جهة أخرى، وجيوش الدول المجاورة المخالفة لعقيدته ورسالته من جهة ثالثة، يضاف إليه انعدام ذات اليد، وقلّة الموارد التي من شأنها أن تأمّن المكاسب وتديم الانتصارات المتلاحقة. كلّ ذلك يقتضي أن يخوض الإسلام في صدره الأول المعارك المستمرة، والتحدّي الدائم لكلّ عوامل القوّة والجبروت العالمي، لذا لابدّ من اتّخاذ استراتيجية مناسبة لمواجهة كل العقبات، وحماية الرسالة والوجود الإسلامي في الداخل والخارج، وتمثّلت هذه الاستراتيجية بقيامه الخطوة الأولى في الاتّجاه الصحيح: أن أعلن الإخاء بين المسلمين، وهو يعني عدم إلغاء الآخر، والتعاون والتفاهم معه في كلّ ما يخصّ القضايا الراهنة، فكانت هذه المبادرة بمثابة القدم الأول باتّجاه تثبيت الوحدة والتقريب بين أطراف المسلمين.