وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الأندلس وصقلية، وتتراجع في بلاد ما وراء النهر. إنّ هذا المستوى المدهش من السقوط «الحضاري» إنّما كان ثمرةً طبيعيةً لسقوط فكري مسبق أقامه الغزاة، وعزّزه مواقف حكّام المسلمين وولاتهم. فالواقع السياسي بانعكاساته الاجتماعية والفكرية والاقتصادية هو مفتاح القضية، ونلخصه في كلمتين اثنتين: الوحدة والفرقة! حيث تظلّ الوحدة والفرقة هما العامل الأساس الذي يمكنه أن يعين على بناء الحضارات وازدهارها، أو فشلها واندحارها. فلذا، قل لي أيّ حجم من الوحدة والتقارب اللذين يتمتّع بهما أبناء أيّ أمة من الأُمم، أقل لك على أيّ وجه من التقدم أو الانحطاط هذه الأُمة! ولسنا بحاجة إلى الخوض في جدل حول ماهية الوحدة والتقريب، وما المراد منهما، والآلية المعتمدة لغرض تطبيقها عملياً، وهل تعنيان تخلّي كلّ مذهب عن مذهبه والتزام المذهب الآخر، أم هما دعوة إلى الانصهار في مذهب واحد! وما شابه ذلك من إشكاليات يثيرها من يهوى الجدل والمماراة، فقد كفانا عناء ذلك قلم آية الله الحجّة الشيخ التسخيري حفظه الله، في مقالته الرائعة التي آثرنا طبعها في مقدّمة هذا الكتاب; لما لها من علاقة وثيقة بموضوع الوحدة والتقريب، فأجاب عن بعض من تلك الإشكاليات ببيان رشيق يجدر مطالعته. غير أنّ الأهمّ في هذا السياق هو المعنى والقيمة، يضاف إليهما استقراء مباني الوحدة، والأُسس التحتية التي قامت عليها فكرة التقريب بين المذاهب، ذلك لأنّ ثمة من يرفض هاتين الفكرتين معاً، باعتبارهما بضاعة «فكرية» مستوردة كما يدّعون!! وهذا الكتاب، بالإضافة إلى أنّه يبرز جانباً مهمّاً من المساحة المشتركة بين الشيعة والسنّة، ويؤكّد إلى جانب غيره ضمن سلسلة الأحاديث المشتركة التي يرعاها مركزنا العلمي، ويشرف عليها سماحة الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، يؤكّد وجود مساحات مشتركة بين الفريقين، وعلى كافة الأصعدة الفكرية والثقافة الإسلامية، فبالإضافة إلى ذلك فهو يقدّم الأجوبة العملية لتوهّمات المتوهّمين، ويبرز الأدلّة من السنّة الشريفة والآثار الصحيحة، ومن مصادرها