وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأعتقد أن عقد المؤتمرات والملتقيات يمثل - في جانب منه - حرصاً من قادة الفكر الإسلامي على حماية هذه الفكرة من موجات الاستهداف المباشر وغير المباشر، والتي ترفع ألواناً مختلفة ومتنوعة من الشعارات البراقة أحياناً والقاتمة أخرى. الأمر الذي يجعلنا حريصين على استمرار عملية التجديد بالمقدار نفسه الذي نحرص فيه على سلامة مناهج التجديد وأصالتها. إن عملية التجديد التي نقصدها تتمثل في إيجاد صيغ فكرية جديدة تعتمد المصادر الإسلامية المقدسة، سواء كانت هذه الصيغ جديدة في موضوعاتها أو أنها معالجات لموضوعات قديمة أو أنها إعادة لتنظيم أفكار موروثة. والمهم هو أن تكون هذه الصيغ قادرة على الإجابة على التساؤلات الجديدة، وقادرة أيضاً على تلبية الحاجات المتغيرة التي تفرضها تحولات الزمان والمكان. وعلى هذا الأساس فإن الاجتهاد لصيق بعملية التجديد، فهو أداتها والمولِّد الذي ينتج مواد التجديد. وبرغم أن الاجتهاد يعني اصطلاحاً - على وفق الفهم الموروث - القابلية على استنباط الحكم الشرعي من مصادر التشريع الإسلامي، إلاّ أن تعميمه ليشمل كل مجالات الحياة، أو بالأحرى كل مجالات الفكر الإسلامي التي تتدخل في كل زوايا الحياة، سيجعل الاجتهاد منسجماً مع أهداف الشريعة نفسها، والتي هي قانون الحياة. إذن، فالاجتهاد هو أداة التجديد في فقه الأفراد، وأداة التجديد في فقه المجتمع وفي الفكر الاقتصادي والفكر السياسي والفكر الاجتماعي وغيرها، فضلاً عن قضايا علم الكلام، وأدوات الاستنباط وآليات فهم المصادر الإسلامية المقدسة، فهذه كلها تحتاج إلى الاجتهاد والتجديد. وهذا ما يجعل عملية التجديد ضرورية وخطيرة في الوقت نفسه. وتكمن خطورتها في حساسيتها البالغة وآلياتها الدقيقة وطريقها الصعب؛ لأن أي تهاون أو انحراف فيها - لا قدّر الله - سيؤدي إلى نتائج كارثية لا تتوقف