وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

العامل الرابع: التحول الشعبي باتجاه الإسلام والمعنويات والواقع أن عمل العلماء انصبّ على أن يستعيد الإسلام دوره في النفوس والعقول، وحينئذ فهو يتكفل بدفعها نحو سبل السعادة، بما يحمله من طاقات ذاتية، وإبداع متدفق يفجر طاقات الفطرة، ويستخرج مكنوناتها، ويستثير دفائنها، وإذا تجلت الفطرة النفسية على السطح الحياتي كان الفلاح كله. والجدير بالذكر أن هؤلاء المفكرين لم يستطيعوا أن يحققوا ما حققوا إلا بعد أن حرروا نفوسهم من المتع الرخيصة، ونذروا أنفسهم للهدف، وتخلصوا من قيود التبعية للحكام الذين شكلوا ـ في فترة الغفوة ـ قيوداً ظالمةً، وما زال الكثيرون منهم يشكلون ذلك، وإلا بعد أن اتصفوا بالعملية والروح التغييرية الإسلامية معاً. يقول الإمام الخميني (رحمه الله) عام 1979: (إن ما حـدث في إيران من ثورة معلول لعاملين: الأول: ـ وهو الأهم من غيره ـ هو أن الشعب التحم مع الإسلام في مسيرته، بمعنى أن إيران من أقصاها إلى أقصاها كانت تطالب بالإسلام. والأمر الثاني: إن جميع الأصناف والقطاعات اتّحدت وتلاحمت فيما بينها).([54]) ويقول في حديثه إلى بعض الجنود في نفس السنة: (إن سر انتصارنا يكمن في أن نهضتنا لم تكن سياسية فقط أو لانقاذ النفط من التبعية فحسب، وإنّما كانت تمتلك بعداً معنوياً إسلامياً، شبّاننا كانوا يتمنون الشهادة ويستقبلونها تماماً كما كان المسلمون في صدر الإسلام).([55]) ويقول أيضاً: