وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الأهم، كما كانت شخصية الرسول (ص) صاحبة الأثر العظيم، في حين كان استعداد الأُمة للعمل - وهو استعداد نما شيئاً فشيئاً - ذا أثر ضخم في صنع ذلك التحول التاريخي الكبير. وطبيعي أن الرسالة التي حملها أولئك المؤمنون كانت ذات خصائص كبرى وفرت السبيل للنصر ودخلت إلى القلوب وتعمقت مع الجذور الإنسانية، ولعل الآية الشريفة التالية تشير إلى أهم هذه العوامل. يقول تعالى: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين، وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم إنه عزيز حكيم).([32]) فلنستعرض إذن باختصار دور هذه العوامل في كلمات الإمام: العامل الأول: تأييد الله تعالى وهذه حقيقة أكدها الإمام مراراً وأعلن أن الذي صنع هذه الصحوة هو لطف الله ورحمته، وإننا لم نكن إلا وسائل لنزول هذه الرحمة الإلهية، ولعله لم يكن يخلو كلام للإمام من ذكر هذه الحقيقة، وهو ما شهدناه في بعض النصوص الماضية. وكمثال على ذلك يقول في رسالته إلى الطلاب في أمريكا عام 1980: (إن الثورة الإسلامية بتأييد الله المنان تتسع على المستوى العالمي وهي بمشيئة الله سوف تجر القوى الشيطانية إلى التقوقع والانزواء). العامل الثاني: توفر القيادة المطلوبة وهذه بدورها حقيقة مهمة وما أكثر ما كانت بعض أنماط الصحوة تتجلى هنا وهناك إلا أنها تؤول إلى الاضمحلال بسبب عدم توفر القيادة الكفؤة أو ضعف