وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هكذا كانت الغفوة ولقد مرت أمتنا الإسلامية بفترات زمنية طويلة، عمَّتها فيها غفوة، وشملها تخدير وضياع مقيتان يعتصر لهما القلب ألماً. فالفهم الإسلامي الصحيح غير متوفر إلا على صعد فردية محدودة المجالات، وحينئذ فمن الطبيعي أن لا تجد تعاليم الإسلام المحيية للنفوس مجالها الطبيعي المؤثر في القيام ببناء النفوس والمجتمع. والتجزيئية تعمل عملها الخبيث في تمزيق الفرد المسلم من كل الجهات، فهو ممزق في رؤيته الكونية، وقد أراد له الإسلام أن يتخذ رؤية واحدة تجاه الأشياء، وهو ممزق في شخصيته، حائر بين الإلتزام بقوانين السماء والاتجاه مع الواقع الفاسد، والولاءات المتعددة، وآلهة التاريخ والتمدن، والعنصرية، والقومية، والوطنية، واللون وحتى العلم، وكلها تشكل مطلقات يجردها الذهن الإنساني من نِسبيتها، ويمنحها صفة الإطلاق لتشكل ـ بالتالي ـ قيوداً على التحرك الحضاري إلى الأمام، ويصبح الانشغال بالهموم الضيقة والشخصية هو الديدن العام؛ وقليل أولئك الذين يفكرون لصلاح الأُمة كل الأُمة، ويعيشون قضاياها الرئيسة؛ وجراثيم الكفر والانحراف الفكري والخلقي تسود الساحة، فلا تجد أمامها من يقف في وجهها؛ والروح الحماسية ميتة، إلا تعصباً لمال أو تجمّع أو مذهب خاص أو حاكم طاغٍ. ومن الطبيعي ـ والحال هذه ـ أن تكون هذه القابلية محفزاً للاحتلال على مختلف الصعد ومنها الصعيد العسكري. وهكذا كان الحال، وبدأت ـ الصحوة شيئاً فشيئاً ـ حتى بلغت ما نحن فيه من حال.