وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

مستوى أن يملأ الحب الإلهي وجود العبد فيسمو حتى ليقول الحديث عن الزهراء(س) _ تلميذة الإسلام _ : (إن الله تعالى يرضى لرضاها ويغضب لغضبها)، وحتى يتحول الدين إلى حب كله، (هل الدين إلا الحب) كما جاء في بعض الروايات. ومن هنا يُدعى المؤمنون إلى تجاوز مرحلة الإيمان العقلي المجرد، إلى مرحلة الخشوع والتحرك العاطفي. فيقول تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اُوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم).([2]) وأخيراً تصل المرحلة إلى عنصر العمل، الذي يأتي بشكل طبيعي بعد التحرك العاطفي، ذلك لأن الإرادة الإنسانية هي حصيلة الشوق المؤكد إلى حد كبير. وأشد الناس تمزقاً في الشخصية هم: اولئك الذي تنفصل أعمالهم عن عقائدهم وعواطفهم، وأذكر هنا قولة للفرزدق، قالها بعد أن سأله سبط رسول الله الحسين بن علي (ع) عن وضع أهل الكوفة آنذاك فأجاب: (قلوبهم معك وسيوفهم عليك). والواقع أن انعدام العمل يشكل قرينة طبيعية على عدم فاعلية الأسس. يقول القرآن الكريم: (ارأيت الذي يكذب بالدين. فذلك الذي يدعُّ اليتيم. ولا يحضُّ على طعام المسكين). بعد هذا التحديد لمعالم الوعي والصحوة، يمكننا أن نشخّص تحققها في أي زمان ومجتمع، عبر ملاحظة تحولها إلى ظاهرة اجتماعية، وعدم اقتصارها على مجموعة صغيرة. نعم إذا شملت الصحوة قطاعاً كبيراً، وتعاطفت معها الأكثرية الجماهيرية المسلمة أمكن ـ بحق ـ أن يتحلى ذلك المجتمع بحالة الصحوة الإسلامية.