وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أساس منها تقوم كل العلاقات بين أفراد هذه المجموعة». فهي عملية تغيير للطبيعة لكي توافق حاجات الناس. وإذا تمّ هذا المعنى فإن من الواضح أن نقول: إن هذه العملية التغييرية لا يمكن أن توجد ـ تاريخياً ـ إن لم تكن مسبوقة بشروط معينة نلخصها في أمرين جوهريين هما: الأول: الفكر. وذلك لأن عملية التغيير للطبيعة تغييراً يوافق ويؤدي إلى سد الحاجة الإنسانية: تستلزم أن يتصور المغير الشكل الذي ستؤول إليه الطبيعة ولو كان ذلك تصوراً إجمالياً. فلا يمكن أن ينفصل التغيير عن تجرد الذهن ـ قبل عملية التغيير ـ من التأثير بالأمور المحسوسة فعلا، وإدراك الشكل الإجمالي، الذي هو فعلا أمر معنوي يريد أن يجسده الإنسان بتغيير الطبيعة وتحويل شكلها الحالي إلى ذلك الشكل المتصور. وطاقة التجرد الذهني أمر لا يملكه الحيوان، لأنه محكوم لغريزته فقط، ويختص بها الإنسان. ولذا نجد الحيوان لا يستطيع أن يقوم بعملية تغيير أساسي في الطبيعة مطلقاً... في حين أمكن للإنسان بمقتضى طاقته الفكرية أن يقوم بعمليات التغيير الكبرى في الطبيعة. الثاني: اللغة. وذلك لأننا قلنا أن الإنتاج ـ وحسب تعريف الماركسية له ـ عملية اجتماعية للصراع ضد الطبيعة، ولما كان على ا لمشتركين في عملية الإنتاج أن يعرف كل فرد منهم ما يدور في ذهن الآخر من أفكار حتى يمكن أن يتحقق العمل المشترك لتحقيق الهدف المشترك، فقد لزم أن يمتلك كل منتج الوسيلة التي يعبر بها عن أفكاره ويعترف بها على أفكار شركائه في العملية وحتى يستطيع أن ينتج. وكانت هذه الوسيلة هي اللغة. وعليه فإن: الفكر يجب أن يسبق الإنتاج، «وليس وليداً للإنتاج». أما اللغة فهي أيضاً وليدة الحاجة إلى تبادل الأفكار، بوصف اللغة المظهر المادي المجسّد للأفكار. وليست ناشئةً من القاعدة التي تزعمها الماركسية للبناء الاجتماعي وهي عملية الإنتاج. وهكذا انتهينا إلى حقيقة مرة بالنسبة للماركسية إذ أثبتنا أن أهم ظاهرة اجتماعية على