وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعليه فلسنا ملزمين بالاعتقاد بأن الأداة المنتجة هي محور كل التطورات التاريخية ـ كما تزعم الماركسية ـ بل يمكننا من وجهة نظر المادية الفلسفية الاعتقاد بأن الفكر الإنساني هو المحور الرئيسي، حتى ولو كنا ماديين. النتــيجة إننا حتى لو سلمنا بالمادية الفلسفية فإن ذلك لا يكفي للتسليم بالمادية التاريخية، وإن المدارس المادية الأُخرى غير الماركسية لم تتناقض مع نفسها حين لم تتبع الأسلوب الماركسي في التحليل، وأن ذلك الإدعاء حصل من الخلط بين المفاهيم عند الماركسيين الذين يدعون أنهم وضعوا أيديهم على السر الحقيقي في الكون وأنهم علميون في بحوثهم واستنتاجاتهم في حين أن أكثر ما ينتهون إليه لا يتجاوز الإدعاء الذي ينقصه البرهان العلمي الرصين، ويكذبه الواقع والتحليل. وقد رأينا لحد الآن نموذجين لمدعيات الماركسية وسنحاول في الحلقات الآتية مناقشة الماركسية على ضوء ما أعلنته هي كحقيقة لا تقبل الجدل، ونعني به قوانين الديالكتيكية، وسنرى أنها وقعت في تناقض غريب عندما انتهجت في تحليلها التاريخي أسلوباً ديالكيتكيّاً إلى احدما وانتهت إلى نتائج غير ديالكتيكيّة.