وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(فلسفتنا)... وإنّما نقول إجمالا بأنّ الأمر ليس كذلك وإنّ النظرة المادية للكون تعجز تماماً عن إثبات ذاتها.، والرد على الأدلّة الدامغة ضدها. وأما الجواب على السؤال الثاني: فنقول فيه بالنفي أي إنّنا حتى لو سلمنا ـ فرضاً ـ بالمادية الفلسفية لسنا مجبرين على الإيمان بالمادية التاريخية وإنّ مُدّعي الماركسية ناتج من الخلط في المفاهيم. وتوضيح الأمر هو: إنّنا يجب أن نميّز بين أمرين هما: المفهوم الفلسفي للمادية، والمفهوم التاريخي لها عند الماركسية. فإنّ الالتباس الذي حصل بينهما أدّى إلى تصوّر الارتباط بينهما، واتهما الفلسفات المادية غير الماركسية بأنها ابتليت بالمثاليّة. فالمفهوم التاريخي للمادية عند الماركسية والذي شرحناه في الفصل السابق كان يتلخّص في أن كل ما يجري في الحياة الإجتماعية من أحداث وكل ما هنالك من ظواهر إنّما هو بفعل تأثير تطور القوى المنتجة فهي العامل المادي المؤثر بصورة رئيسية في كل الأحداث التاريخية. أما المفهوم الفلسفي للمادية فيعني أن الواقع الخارجي للعالم واقع مادي لا غير، أي أن كل ما هو موجود في العالم يعبر عن ظاهرة من الظواهر المادية وأن لا شيء هناك وراء المادة، وحتى ما يطلق عليه اسم الروحيات من أفكار ومشاعر وتجريدات، فإنه نتاج مادي وحصيلة للمادة في درجات خاصة من تطور المادة ونموها. فالفكر الإنساني إنّما هو نتيجة لعمل الدماغ وحصيلة للتفاعلات المادية الجارية فيه على حد قول الماديين، وإن بدا لنا انه بعيد جداً عن مستوى المادة وغارق في عوالم الخيال والتجريد. وخلاصة الأمر: أن المادية الفلسفية لا تعتقد بوجود شيء في الكون غير المادة، وتعتقد أن المادة ليست بحاجة إلى معنى لا مادي. إذا توضّح هذان المفهومان توضّح أن كُلا من (الإنسان، والقوى المنتجة) ظاهرتان من ظواهر المادة ـ في نظر الماديين ـ ولما كانا كذلك فلا مانع في نظر المادية الفلسفية من أن يكون الفكر الإنساني نتاجاً للشروط المادية وكيفية تطور القوى المنتجة، أو العكس أي أن يكون تطور القوى المنتجة متحققاً بفعل تطور الفكر الإنساني، لأنهما معاً حلقتان ماديتان وبأيهما بدأ التطور التاريخي كان ذلك يتلاءم مع نظرة (المادية الفلسفية) للكون.