وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الحياة فلم يغفل أي جانب من هذه الجوانب مطلقاً بل أشبعه أي إشباع، فقد أكمل الله الدين وأتمّ النعمة ورضي الإسلام ديناً للبشرية إلى يوم القيامة. فهو يعلن أن الشريعة الإسلامية كلّها واقعية فطرية، وأنها الحق الثابت، وأنها تستهدف خدمة الإنسان وتحقيق هدف خلقته فهي تأمر بكل ما هو مطلوبٌ وتنهى عن كل ما هو مرفوضٌ للطبع. يقول تعالى: (فأقم وجهكَ للدينِ حنيفاً فطرةَ اللهِ التي فَطرَ الناسَ عليها لا تَبديلَ لِخلقِ الله ذلكَ الدين القيّم ولكنّ أكثر النّاسِ لا يعلمون([63])). ويقول: (قُلْ يا أيّها الناسُ قد جاءَكم الحقّ من ربّكم)([64]). ويقول: (يا أيّها الذين آمنوا استجيبوا لِلهِ وللرسولِ إذا دَعاكُم لما يُحييكم واعلموا أن الله يحولُ بين المرء وقلبهِ وأنه إليه تُحشرون)([65]). ويقول تعالى: (الّذين يتبعون الرسولَ النبيّ الأميّ الذي يجدونه مكتوباً عندَهم في التوراة والإنجيل يأمرُهم بالمعروفِ وينهاهم عن المنكرِ ويُحلّ لهم الطيّباتِ ويحرم عليهم الخبائثَ ويضعُ عنهم إصرَهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزّروه ونصرُوه واتبعوا النورَ الذي اُنزل معه أولئك همُ المفلحون)([66]). أما مستند هذه المقولة فهي الأدلة التي تثبتُ انتسابها ـ أي الشريعة ـ إلى الخالق العظيم كما تثبتُ لهذا الخالق كلَّ صفاتِ العلم بكل الحقائق، والقدرة الكاملة المطلقة على صياغة الشريعة المحيية، واللطف الكامل بالعباد وغير ذلك مما لا يمكن تصوره في ما سواه تعالى. ولسنا بصدد الاستدلال على ذلك، وإنّما نشيرُ إلى تأكيد القرآن الكريم على هذه الحقيقة في كلِّ موضع يشير إلى لطف الله وخبرته. (إلاّ يَعلمُ مَنْ خلقَ وهو اللطيفُ الخبيرُ* هو الذي جعل لكمُ الأرض ذلولا فامشوا في مناكبِها وكُلُوا من رزقه وإليه النُشور)([67]).