وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إلى حد أن كل فريق منهم كان يرمي الآخر بالكفر والمروق من الملة، وما يتبع ذلك من استحلال الدماء واستباحة الحرمات، حتى صار ذلك سنة معروفة، وسلوكا معهودا لم تبدأ وطأته في الزوال إلاّ في عهد الخليفة الخامس «عمر بن عبد العزيز» رضي الله عنه، فقد كان الخطباء قبل ان يولىّ الخلافة يختمون خطبتهم بالدعاء على الإمام «علي» رضي الله عنه.. ويلعنونه على المنابر قبل أن ينزلوا عنها بلحظات ليصلوا بالمسلمين صلاة الجمعة، ولعن الإمام «علي» كان تجسيدا لعمق المأساة التي ولدها الخلاف في الرأي بين السنة والشيعة، لما للإمام «علي» عند الشيعة من مكانة تكاد ترقى عند بعض الغلاة منهم إلى درجة النبوة حتى زعموا أن الوحي قد أخطأه، والمعتدلون منهم يشهدون في صلاتهم وعند كل اذان: ان عليا ولي الله، فإذا لعن من شأنه كذلك عند أهل مذهب معين، وفي مثل هذا الوقت والمكان المقدسين يكون ذلك دليلا على ان بين المذهبين ما هو أبعد من الخلاف، والصق بالعداء، وهذا ما كان. فلما ولي «عمر بن عبد العزيز» الخلافة صعد المنبر، وختم خطبته بما أصبح سنة متبعة عنه إلى يومنا هذا، وهو قراءة الآية الكريمة: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون» ثم نزل من على المنبر لإمامة المصلين بعد الانتهاء من قراءتها، فظن الحاضرون أنه قد نسي المعهود، ولم يلعن «عليا» كما هو متبع، وصاحوا في وجهه السنة، السنة يا أمير المؤمنين، فتعجب لأنهم لم يفهموا دلالة الآية الكريمة التي تلاها على مسامعهم، وفيها ما يأمر بالعدل، وينهى عن الفحشاء والمنكر، وأنهى بذلك تلك العادة الحمقاء، فبدأت حدة الخلاف تخف وأخذ أسلوب الخلاف المذهبي يتشح بقدر من وقار التخاطب، وأدب التناول، لكن الخلاف وإن كانت حدة التعبير عنه قد خفت، إلاّ أنه ظل قابعا في أعماق النفوس على نحو يثير الشجن ويدعو إلى الحسرة، ويدعو العقلاء إلى إيجاد مخرج يضع اختلاف الرأي في مساره الصحيح، وكان أن وجدت فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وأنشئت دار التقريب في