وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حملك على أن تسمّيه محمداً، وليس هذا من أسماء آبائك؟ يبتسم معتزّاً، وهو يستعيد في باله رؤياه، ويجيب: أردت أن يحمده الله في السماء، ويحمده الناس في الأرض[224]. * * * وتتوالى النُذُر والبشارات، يرتجف إيوان[225] كسرى، تترنّح أركانه، تتداعى جدرانه، تتهاوى بعض شُرفاته[226]، يتصدّع بنيانه. الصرح[227] الشامخ الممرّد ينشقّ عن قعقعة[228] قاصفة، ردّدت دويّها آفاق أرضه الفارسية، كأنّما انفجر صدره بصرخة جبارة تترجم عمّا يعانيه. أفهذا إيذان بزوال ملك ساسان؟ أعلى الأيام سيطابق المرئي الرؤيا، ويوافق واقع الحال هجس[229] الأحلام؟ أسيصدق تأويل «سطيح»[230] الكاهن المعمّر لرؤيا كسرى، ولرؤيا «الموبذان» كبير سَدَنَة النيران؟ أمّا كسرى فقد هاله ذات ليلة أن رأى في منامه ارتجاس الإيوان، وأمّا الموبذان فقد رأى إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً، لا تلبث أن تقطع دجلة فتتنشر على صفحة الامبراطورية الفارسية هنا وهناك، انتشار الجراد.