وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بل كان لابد أن تنوء، ومثل حملها لينوء بالعصبة أُولي الأيد والقوة والعزم من الرجال. * * * وبدأ الانهيار ... الزيت أخذ ينضب[1619] في المصباح ... الفتيلة راحت ترتجف. مع كلّ صباح كانت تنداح على محيّاها الهادئ قطرة جديدة من الشحوب ... اللون يحول ... انكسرت العينان المضيئتان ... في صدرها اشتجرت الأنفاس ... علا السحر، وضاق النحر، فاختلط على منسميها الشهيق والزفير. وبين الفينة والفينة كانت تتطلّع إلى صغارها بنظرات غائمة من خلال قلبها الملهوف. لهم الله! أحان لهم أن يذوقوا من ألم اليتم ما ذاقت يوم شيِّعت أُمها خديجة لتثوى في ثرى الحجون؟ غير أنّ حزنها لهم لم يمنعها أن تستشعر راحة النفس والبال، لكأنّي بيد قدسية لا مرئية غسلت كيانها كلّه بالسكينة. رحل الشجن ... ذاب الألم ...العبوس في ملامحها استحال بسمة ... انقشع الغيم عن عينيها، وبرق فيهم نجمان يتلألآن، قد ألقيا نوراً يخترق ظلام المجهول. ليس خيالاً هذا الذي ـ أحسبها ـ تراه، ليس أضغاث أحلام، ليس رؤيا منام. أَوَ لم يعدها رسول الله وهو يتأهّب لرحلة الوداع أن سيلتقيان عمّا قريب؟ إنّ وعده لحقّ، وإنّ «القريب» قد حان. وإنّه ليتراءى لها ـ من فرط شوقها إليه، كما كان من قبل ـ ترائيه، ليكاد ينهض ليستقبلها مشوقاً بين ذراعيه، ليكاد يبسط ثوبه، وهو يفسح لها في جلسة إلى جواره مثلما اعتادت واعتاد.